على غير عادة الباحثين في هذا
العصر عادت الباحثة / هيام علي علي مطر- المدرس المساعد بقسم المكتبات
والمعلومات بجامعة الإسكندرية - بنا إلى العصور الزاهرة للعالم العربي الإسلامي لتدرس تراثه القيم الذي نقلته الأمم فسبقت وفاقت
غيرها؛ حيث قامت بدراسة لإحدى الموضوعات النادرة التي لا يتعرض لها الباحثون
كثيراً ، كما أقبلت على البحث في موضوع لا تتوفر حوله المصادر كثيراً ،فدرست الببليوجرافيات العربية التى عرفها الإنتاج الفكري العربى منذ القرن
الأول الهجرى
وبداية التأليف
لدى المسلمين
وحتى منتصف القرن
الرابع عشر
الهجرى ، أي حتى
بدايات ظهور
الطباعة، بالإضافة إلى عمل دراسة الاتجاهات العددية والنوعية لببليوجرافية
"كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون " لحاجى خليفة ، ثم عرضت أنواع العلاقات بين النصوص المختلفة سواء القبلية أو البعدية بشقيها التوسعية والتجميعية ؛ مما جعلها تستحق ان تُمنح مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطبع
بجدارة .
ولقد
تكونت لحنة الإشراف مما يلي:
الأستاذ الدكتور / شعبان عبد العزيز خليفة ، أستاذ علم المكتبات والمعلومات بقسم المكتبات والوثائق
والمعلومات كلية الآداب -
جامعة القاهرة .
و الدكتورة /
جيهان السيد محمود ، الأستاذ
المساعد بقسم المكتبات والمعلومات -جامعة الإسكندرية .
كما
تكونت لجنة الحكم مما يلي:
1-الأستاذ الدكتور / شعبان عبد العزيز خليفة ، أستاذ علم المكتبات
والمعلومات بقسم المكتبات والوثائق والمعلومات كلية الآداب - جامعة القاهرة
.
2-الأستاذة الدكتورة/ حسناء محمود محجوب
، أستاذ ورئيس قسم المكتبات
والمعلومات -
كلية الآداب -جامعة المنوفية
3-الدكتورة / أمانى زكريا الرمادى ،الأستاذ المساعد بقسم المكتبات والمعلومات - كلية الآداب -
جامعة الإسكندرية
وفيما
يلي ملخص لهذه الرسالة القيمة :
أهمية البحث وأهدافه :
تستمد هذه الدراسة أهميتها مما ييلي :
أهمية التناص الذي يقوم بدراسة العلاقات المختلفة بين النصوص سواء كانت علاقات قبلية أو علاقات بعدية وهذه العلاقات هى السبب فى وجود الانتاج الفكرى واستمراره.
-أهمية درا سة التراث
العربى أو
الإسلامى. ولأهمية هذا الموضوع فقد تناولته العديد من الدراسات فى تخصصات مختلفة فقد اهتم المؤرخون بدراسته، وكذلك اللغويون وايضًا دارسو تأريخ العلوم وتمثل هذا الاهتمام فى الدراسات المتعلقة بتاريخ التراث العربى والاسلامى وأيضًا تحقيق النصوص.
أهمية دراسة العلاقات بين النصوص الموجودة فى هذا التراث وذلك للوصول إلى مدى استمرار التراث العربى أو الأسلامى فى التواجد وما هى فترات قوته وضعفه ورغم هذه الأهمية إلا أن المؤلفات التى تدور حول نقطة الالتقاء تلك لم تتوفر بالعدد الكافى أو الدراسات المستفيضة التى توضح ماهية العلاقات بين النصوص وأهميتها.
أهداف البحث:
هدف هذا البحث إلى تحقيق ما يلي:
١- الدراسة التاريخية الموجزة عن الببليوجرافيات العربية التى عرفها الإنتاج الفكرى العربىفى الفترة الزمنية التى تغطيها الدراسة.
٢- الدراسة الببليوجرافية "كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون" لحاجى خليفة باتجاهاتها العددية والنوعية مع اعتمادها الببليوجرافية الرئيسية التى يقوم عليها هذا البحث.
٣- عرض لأنواع العلاقات بين النصوص المختلفة سواء القبلية أو البعدية بشقيها التوسعية والتجميعية.
٤- التوزيع الزمنى لكل علاقة من العلاقات بين النصوص، للوقوف على فترات القوة والضعف الخاصة بكل علاقة.
٥- التوزيع الموضوعى لكل علاقة من العلاقات بين النصوص، ذلك لمعرفة مدى ارتباط العلاقات بالموضوعات المختلفة وهل هناك علاقات ارتبطت بموضوعات معينة دون موضوعات أخرى؟ وهل هناك علاقات كانت تصلح لكل الموضوعات على حد سواء؟
٦- دراسة مدى تأثر العلاقات بين النصوص بالأحوال العامة فى المجتمع العربى أو الإسلامى مثل
الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتوسعات الجغرافية الناتجة عن الفتوحاتالاسلامية.
٧- دراسة مدى تأثير العلاقات بين النصوص المختلفة على العملية الفكرية والابداع الفكرى فى الحضارة العربية والاسلامية.
أهم النتائج والتوصيات :
لقد كان للتأليف العربى والإسلامى اسهاماته الواضحة فى شتى المجالات والعلوم على مدار القرون المختلفة، ويتضح من خلال الدراسة السابقة المتمثلة فى فصول هذه الرسالة أن موضوع الإسهام الفكرى لم يتوقف على مدار العصور ولكنه اتخذ اشكالا تأليفية متعددة؛ ففى أوقات زاد التأليف والابداع الفكرى عن غيره من الأشكال التأليفية الأخرى، وفى أوقات أخرى زاد الشرح والتفسير، وخلال أوقات تالية زاد الاختصار والتلخيص؛ إلى غير ذلك من الأشكال التأليفية حيث كان لكل عصر ظروفه التى تفرض الشكل التأليفى الخاص بهذا العصر عن غيره.
وفيما يلي أبرز
النتائج :
1-
أن هناك عصورًا كان التأليف الابداعى واستنباط العلم هو المسيطر على الحركة الفكرية والحياة العلمية، وعصورًا أخرى ساد فيها تحصيل القديم وإعادة دراسته والبحث فيه لاستيعابه والوقوف عليه فغلب على هذه العصور العلاقات البعدية بشقيها البعدية التوسعية مثل الشروح والتفسيرات، والبعدية التجميعية مثل
الاختصارات والملخصات.
2-
أن العلاقات بين النصوص دارت فى أغلب حالاتها حول مجموعة من المؤلفات يمكن أن يطلق عليها أمهات الكتب. وكان لكل مجال علمى أمهات الكتب الخاصة .
كما
حظيت بعض المؤلفات التى نقلت أو ترجمت من الحضارات السابقة إلى العربية بنفس المكانة التى خطيت بها أمهات الكتب العربية فقد ظلت هذه الترجمات محورًا للعديد من العلاقات النصية القائمة عليها من شرح وتفسير وتلخيص بهدف استيعابها وفهمها ومن النماذج على هذه الكتب المترجمة كتاب المجسطى فى علم الفلك، وكتاب ارسطو طاليس فى المنطق،وكتاب اقليدس فى الهندسة.
... وغيرها.
3- أن هناك علاقات بين النصوص يمكن أن نطلق عليها العلاقات الأساسية حيث أنها كانت منتشرة بشكل كبير وهناك وفرة فى اعدادها، وعلاقات أخرى اعتبرت علاقات قليلة الانتشار حتى وصل الحال ببعضها أنه لم يتعد اسهامها عدد أصابع اليد الواحدة. ومرجع اختلاف أعداد الكتب تحت كل علاقة هو اختلاف الدور أو الوظيفة التى كانت تقوم بها كل علاقة، فيلاحظ أن العلاقات التى كان لها النصيب الأكبر فى المشاركة هى علاقات مرتبطة بشكل وثيق بالعملية التعليمية فى الدولة الإسلامية.
4- لقد لعبت العلاقات بين النصوص دوراً حيوياً ، حيث أنها فى أحوال كثيرة حافظت على العديد من النصوص الأساسية فى التراث العربى والاسلامى من الضياع والأندثار، ففى بعض الأحيان أندثر النص الأصلى ولم يتبق إلا المؤلفات التى قامت عليه من شرح وتعليق وحواشى وتلخيص... الخ، أو كما حدث مع المؤلفات التى تم ترجمتها من الحضارات السابقة كاليونانية والرومانية إلى العربية ففى أغلب الأحوال ضاع الأصل بسبب ظروف الحروب ولم يبق سوى الترجمة هى التى حافظت على المادة العلمية التى كانت موجودة بالاصل وعملت على تطويرها فيما بعد بمؤلفات جديدة قامت على تلك الترجمات.
5-
أن العلاقات بين النصوص حافظت على النصوص الأصلية أوأمهات الكتب من التقادم وعدم ملائمتها للقرون التالية للنص الأصلى، فقد خضع العديد من النصوص الأصلية للإنتقاء والتنقية والتهذيب لتلاءم المستفيد الجديد بفكره المختلف عن الفكر الذى ألفت فيه النصوص الأصلية.
وبهذه العلاقات القائمة على النص الأصلى يعاد إحياء هذا النص مرة تلو الأخرى .
6-
أن العلاقات بين النصوص لم تقف عند المستوى الأول من العلاقات بل إنها تنوعت وتداخلت فيما بينها سواء كان هذا التداخل والتفارع خاص بعلاقة واحدة مثل شرح الشرح، أو تلخيص التلخيص، أو تتمية التتمية. أو كان التفارع بين أكثر من علاقة مثل حاشية على شرح، أو تلخيص الشرح. ... الخ.
أما أبرز التوصيات
فكانت كالتالي:
1- ينبغي الاهتمام من قبل الدارسين بموضوع الببليوجرافيا النصية بكل مستوياته وهى انتقال النص والعلاقات بين
النصوص، وتحقيق النصوص.
2-
أن تتم دراسة كل علاقة من العلاقات بين النصوص دراسة فردية مستفيضة للوقوف عليها بشكل أشمل حيث أنه حتى الأن لم يتم سوى دراسة ظاهرة الحواشى وكتب الآمالى وماتزال باقى العلاقات فى انتظار من يقوم بدراستها من قبل الباحثين.
3-
أن يتم تأريخ للعلوم من خلال مدى ارتباط كل علم بالعلاقات بين النصوص وما هى العلاقات المرتبطة بكل علم ودراسة اسباب هذا الارتباط ومدى تأثير كل منهما فى الآخر.
فمن خلال هذه الرسالة اتضح وجود علاقات مرتبطة بموضوعات معينة ولكن مازال هذا الجانب فى حاجة إلى الدراسات التى تعرضه بشكل أعمق.