الصفحات

الجمعة، مايو 30، 2014

معمارية المعلومات Information Architecture


إعداد / شادي محمد يسري إبراهيم
الطالب بالمرحلة التمهيدية لماجستير
بقسم المكتبات والمعلومات -جامعة الإسكندرية
تمهيد: 
لقد انعكس التطور السريع فى مجال تكنولوجيا المعلومات على شكل وتصميم المواقع والمساحات الالكترونية حيث لم تعد تستطيع الاعتماد على تصميم موحد وشكل معين .
ونتيجة لذلك فإن تصميم المواقع العلمية أصبح يحتاج بشكل عام من مصممى المواقع الاعتماد على المهارات المختلفة لمعماريي المعلومات مثل تنظيم المحتوى وفقاً لدلالات الألفاظ ، وتوفير نظام الملاحة، وخلق تصاميم تفاعلية ،إلى جانب تحليل المحتوى وتصنيفه  .

التعريف والمصطلح:
لقد أصبح مصطلح معمارية المعلومات منتشراً هذه الايام وذلك لظهور الحاجة إلى تحويل البيانات إلى معلومات ذات معنى وفقا لمعايير محددة  . ومن الملحوظ ان معمارية المعلومات فى العادة يتم مقارنتها بالعمارة الهندسية حيث ان مهام المهندس المعماري هى وضع رسم تصويرى ومخطط للمبنى ،أما معماري المعلومات فهو من يضع مخططاً لتوزيع محتوى المواقع الإلكترونية من المعلومات - بكل أنواع هذا المحتوى- داخل الموقع وفقا لبنية منطقية.


هذا المصطلح من اختراع المهندس المعماري الأمريكي ريتشارد سول وورمان  Richard Saul Wurman عام 1976 ،استجابة للكميات الضخمة من المعلومات التي يتم إنتاجها في المجتمع المعاصر ،والتي يتم تفديمها -عادة -بالقليل من الاهتمام أو بتنظيم ردىء.
   ويعرف مصطلح معمارية المعلومات بأنه :" تصنيف وعنونة و تنسيق كمّ من المعلومات بشكل واضح و منطقي يساعد الباحث عن المعلومات على الوصول إلى المعلومة التي يبحث عنها بسهولة "
 ووفقا لديلون فإن هذا المجال يجب أن يرى كحرفة أكثر منها هندسة وذلك لأنها تقوم بخلق عناصر التصميم عن طريق استخدام طرق تجريد أقل رسمية.
مهام معمارية المعلومات:
تتضمن  أكبر مهام معمارية المعلومات ما يلى :
-    إنشاء تنظيم لمحتوى الموقع :
يقوم بتعريف وتصنيف أنواع محتوى الموقع ووضع ملصقات لضمان بقاء الأسماء.
-    إنشاء تنظيم لدراسة معانى الكلمات:
لتغيير مجموعة من البيانات عن طريق خطط التداخل المطلوبة للتصفح، البحث والتعلم.
-    إنشاء نظام للملاحة:
إنشاء نقط للدخول للمعلومات والمساعدة عن طريق صلات الشبكة، الرسوم المتحركة، والقوائم الخيالية.
-    عمل تصميمات التفاعل:
تصميم عروض للمعلومات كالاطارات البسيطة وتعديلهم ليكونوا نماذج أكثر تحديدًا.
وتستخدم هذه العوامل أيضًا فى المدونات الالكترونية والويكبيديا لتسهيل الاتصال والتعاون مع المستخدمين  ومن الواضح أن الحاجة إلى استخدام وحدات منظمة من المعلومات سوف يزداد اهميتها والطلب عليها وذلك بسبب التطور التكنولوجى وظهور مشاكل انفجار المعلومات وظهور تطبيقات Web2 وبالإضافة إلى ذلك الشبكة الدلالية Semantic Web معتمدة على مصطلحات ومعايير محددة التعريف بالنسبة لمهام المستخدمين والتى من الممكن بعد ذلك أن تستخدم معمارية المعلومات لتعمل أوتوماتيكيا لمصلحة المستخدمين الأفراد أو المنظمات .
ويعد استثمار معمارية المعلومات مرتبطاً بالتوقع وتحديد التكلفة وتأثير استخدام المعلومات وذلك بإنشاء منظمة تقوم بتطوير واستخدام المعلومات بكفاءة أكثر، ويؤكد بورسيما أنه بالرغم من اختلاف أنواع معماريي المعلومات إلا أنهم بالحقيقة خبراء بتجربة المستخدم ويستطيعون أن يقوموا بالتصميم اعتمادًا على تجارب المستخدمين.
الدور الرئيس لعمارة المعلومات:
 لقد أوضح وارين أن الدور الرئيس لعمارة المعلومات هو تنفيذ المهام المرتبطة بالتحليل وعمليات التصميم وذلك بجمع متطلبات " ارتباط المحتوى"، وترجمتهم لعمل تصميم متماسك، وأيضًا توضيح تلك المتطلبات للزملاء الأقل معرفة ، وأخيرًا اثبات أهميتها وإبلاغ وتعليم المستخدمين حول هذا المحتوى الجديد .
تعد عمارة المعلومات أفضل الموارد لتنظيم مجموعة العلاقات الأكثر تعقيدًا بين المستخدمين،و المحتوى،و الكتاب،و المصادر،و المنشورات وغيرها من الكيانات .



  
معماري المعلومات
  عرف ورمان Wurman معمارى المعلومات بالتعاريف الآتية:
·     هو الفرد الذى يقوم بتنظيم الانماط الكامنة في البيانات، ويجعل البيانات المعقدة واضحة
·     هو الشخص الذى يقوم بوضع المخطط أو خريطة المعلومات التى تساعد الآخرين فى الوصول إلى المعرفة التى تناسب اهتمامتهم الشخصية
ويرى بروسماBROSEMA ان مع ظهور انتاج المعلومات ظهرت الحاجة إلى تنظيمها وذلك حتى قبل ظهور شبكة الانترنت وظهور الميتاداتا و المفردات القياسية والفهارس ؛و لقد تداخلت العديد من التخصصات مع بعضها البعض مثل التصميم الصناعى ,الجرافيكس , التصميم التفاعلى , الاستخدام الهندسى , علوم الكمبيوتر والاتصالات التي اصبحت متداخلة فى عمل معمارى المعلومات وذلك بعد ظهور شبكة الانترنت.
وقد تم تشبيه معمارى المعلومات بدور قائد الاوركسترا الذى عليه ان يتصور الرؤية ليدفع فريقه للأمام.
ولقد قام كل من روبربتسون و هليوتRobertson and Hewlet بعمل دراسة عن طبيعة عمل معماريو المعلومات عن طريق اجراء مقابلة شخصية وورشة عمل مع26 شخص يطلقون على انفسهم معمارى معلومات و كشفت الدراسة عن أن هؤلاء الأشخاص قاموا بعمل تصاميم متنوعة تم تنفيذها فى المؤسسات التابعين لها كما كشفت الدراسة عن عدم اعتماد الباحثين على خطط ونماذج ومعايير موحدة بل  ارتكز عملهم على سيولة المعلومات داخل الموقع وسد الثغرات وملء الفراغات وضمان سير العملية وعرض المعلومات ، حيث كان هذا هو  محور عملهم ؛كما اشار الباحثان ان عمل معماريي المعلومات هو عمل اجتماعى تقني.
طرق عرض المعلومات داخل المواقع:
تتلخص طرق عرض المعلومات داخل المواقع فيما يلي:
1-  تصميم المصفوفة مع هيكلة بسيطة للمعلومات.
2-  التصميم الهرمى الذى تنظم المعلومات فيه فى شكل تتابعى متسلسل.
3-  تصميم النفق وفيه يتم عرض المعلومات فى شكل خطوات متتابعة كمشاهد متتابعة.
4-  التصميم الهجين وهو عادة ما يكون مزيج من تصميمين مختلفين مما سبق.
تصميم المصفوفة:
هذا التصميم قائم على أسس النص التشعبى(hypertext) والشبكة وهذا التصميم يستعمل قدرات الوصلات الفائقة (hyperlinks) ليسمح للمستخديم أن يتصفحوا بحرية المواضيع المفضلة بالنسبة إليهم وذلك لأن هذا التصميم يتوقع تفضيلات المستخدم ويمنعه من تضييع وقته فى النص التشعبى وأيضًا يجعل أقصى كمية من المحتوى متاحة للمستخدم، وتصميم عمارة المعلومات المذكور آنفا هى ملائمة أكثر للمواقع الصغيرة المصممة للمستخدمين المحترفين الذى هم مُتحلين بمهارات التصفح المطلوبة.
التصميم الهرمى:
فى هذا التصميم يوجد تنظيم للمعلومات بحيث يستطيع المستخدم أن يتصفح قطع صغيرة من المعلومات فى أسلوب غير متسلسل وذلك للعدد القليل للصلات (links) بين الصفحات، المحتوى المطلوب يتسطاع الوصول إليه بتحديد مكان Broad themeوبعد ذلك الاتجاه إلى التفاصيل وهذا التصميم يشبه تصميم جدول المحتويات وهو يمنع المستخدمين من الحيرة ولكن هذا التصميم قد يكون غير مناسب عندما يكون المحتوى متداخل للغاية أو عندما يكون الترتيب العقلى للمحتوى عند المستخدم هو ليس نفسه الترتيب فى الموقع.
تصميم النفق:
على العكس من تصميم المصفوفة، تصميم النفق قائم على الاقتراب خطوة خطوة (صفحة صفحة)، وأغلب دوراتالتعليم الإلكتروني تشرح هذا التصميم حيث يتضمن مجموعة من الدروس التي تحتوى على المواضيع، اختبار القدرة على الفهم، الحلقات العلاجية، وفروع مشروطة أخرى. ويتصاعد أكبر تحدى فى هذا التصميم أنه عند تصميم تطبيقات الشبكة وواجهات البرمجيات يتم تخطى قواعد النص التشعبى والشبكة لارشاد المستخدم، ولتفادى هذه التحديات يوجد العديد من التوصيات مثل وجود شريط التصفح Navigation bar أو رسالة خطأ (error message)، وعرض المزيد من المعلومات فى نافذة جديدة   قد تم أخذه فى الاعتبار فى التعليم الإلكتروني  الذى يمنع حدوث احباط للمستخدمين عندما لا يجدون المعلومات المطلوبة فى بيئة على الانترنت غير مألوفة ولذلك واحدة من التحديات الأساسية فى هذا التصميم هى تشجيع المستخدمين على الصبر الكافى وذلك لأنهم قد يكونوا غير معتادى استخدام واجهة للبرنامج غير مألوفة.
تصميم النفق هو مناسب جدًا لتبنى نوع من الحوار الذى هو مرتبط ببرامج multisessionالتى بها يكون المستخدمين مكلفين بمهام ليقوموا بها فى المنزل بمفردهم فى الفترة بين الجلسات التى على الانترنت قائمة على المشكلات التىيواجهها المتعلمين خلال اختبارات المعرفة أو القدرة على الفهم وذلك بالاستفادة من الاستبيانات   أو التوصيات.
التصميم الهجين:
هذا التصميم يتكون من عدد من تصميمات معمارية المعلومات مثل المصفوفة، النفق، والهرمى.
يتطلب تصميم الهجين القليل من التحكمات بالملاحةعبر مفتاحي Next and prior، ولكن تغيير أدوات التصفح عند انتقال المستخدمين من صفحات المساعدة رجوعًا إلى صفحات النفق المتتابعة يمثل تحدى لسهولة الاستخدام وذلك لأن صفحات المساعدة قد يكون بها محتوى أغنى وقد يتطلب أدوات إضافية للتصفح، وأيضًا يجب توضيح أن عندما يكون ضروريًا يمكن أن تتغير معمارية المعلومات للبرنامج  من تصميم النفق إلى تصميم المصفوفة وذلك لكى يستطيع المستخدم أن يتصفح بحرية أى من المحتوى الموجود
تعطى تصميمات الهجين للمستخدمين توجيه أكثر مما تعطيه تصميمات المصفوفة، وأيضًا تسمح تصميمات الهجين للمستخدم أن يخترق الترتيب التسلسلى للصفحات فى تصميم النفق وتعطيه طرق بديلة للتفاعل مع المحتوى.
ومن المهم أن نوضح أن تصميم الهجين قد سساعد المستخدمين الذين لا يستطيعون استخدام تصميم النفق بسهولة، فلا يهمنا كفاءة تصميم النفق كثيرًا إذا ما وجدها المستخدمون غير مألوفة، أو غير مرنة أوغير ممتعة.
المصادر
1.      Kok, A. (2009). RETHINKING THE COMPETENCIES OF INSTRUCTIONAL DESIGNERS AS INFORMATION ARCHITECTS. Turkish Online Journal of Distance Education-TOJDE, 10.Accessed May 23,2014 .http://tojde.anadolu.edu.tr/tojde34/pdf/article_11.pdf
2.      Baeza, R. (2008). The Information Architect: A Missing Link?. Accessed May 23,2014. http://users.dcc.uchile.cl/~rbaeza/manifest/infarch.html  
  1. Wurman, R.S ."Understanding by design", Special on., InfoDesign, 2003-12-31Accessed May 2,2014.


هناك 5 تعليقات:

  1. ماشاء الله يا أستاذ شادي ... مقال رائع وجديد بالنسبة لي.. انا فعلا أول مرة أسمع عن مصطلح معمارية المعلومات.. جزاك الله خيرا وزادك من علمه :)

    ردحذف
  2. ربنا يوفقك يا شادي مقال جميل فعلا وجهد ممتاز .. ويارب عقبال الماجستير

    ردحذف
  3. إختيا رموفق يا شادي، تمنياتي لك بالتوفيق والتفوق في حياتك العلمية

    ردحذف