الصفحات

السبت، فبراير 28، 2015

القراءة التفاعلية Interactive reading



كتبتها لنا
روان محمد عبد الحميد
الطالبة بالماجستير بقسم المكتبات والمعلومات
جامعة الإسكندرية
تعد القراءة إحدى أهم مهارات اللغة الخمس: الاستماع، والتحدث، والكتابة، والتفكير؛ وهي من المهارات الأساسية التي يعد تعلمها من أكثر ميادين التعلم أهمية لأنها من أهم أدوات اكتساب المعرفة والثقافة، وأهم وسائل النمو العلمي، وهي المصدر لنقل التراث، والمشاعر، وتبادل الخبرات، وهي ليست عملية ميكانيكية تقتصر على تعرف الحروف ونطقها، وإنما عملية معقدة مثل سائر العمليات العقلية التي يقوم بها الإنسان، وهي تمد المتعلمين بالمعارف والمعلومات التي تساعدهم في تنمية ميولهم، وحل كثير من مشكلاتهم، وزيادة شعورهم بالذات.
ولقد أصبحت عبارة (القراءة التفاعلية) من العبارات المتداولة في مجالي القراءة والأدب بعد أن كرست الوسائط الحديثة مبدأ التفاعلية بين مُرسل ومتلقٍّ فلم يعد الإنسان المعاصر يكتفي بالتلقي السلبي بل أصبح يتلقى الإشارة والمعلومة ويعيد إرسالها وبثها.
فما هي القراءة التفاعلية؟
إن القراءة التفاعلية تعني مشاركة الطلاب أو الأشخاص في نصوصهم وتشجيع التفكير النقدي لديهم كل ما يتقدموا أكثر في القراءة. وكثيرا ما تُجرى بصوت عال مع اثنين أو أكثر من المشاركين، ويمكن للطالب أو المعلم أن يقوم بأداء القراءة التفاعلية؛ ومع ذلك، فإن الطالب دائما يلعب دورا نشطاً.
والقراءة التفاعلية كما حددها كل من فونتاس Fountas و بينيل Pinnell (وهما عالمان لغويان وضعا نظام لمستويات القراءة لدعم أسلوب القراءة التفاعلية والموجهة) هو أسلوب متعمد وواضح من القراءة بصوت عال حيث تسمح للطلاب بالانضمام في مناقشة ويكون المُعلم هو الأداة الرئيسة في هذه العملية التي تساعد في تنمية المفردات اللغوية وتفيد في القراءة بطلاقة، وتحسن استراتيجيات الفهم لدى الطلاب وبذلك تصبح القراءة في هذه الحالة تفاعلية. وتخلق القراءة بصوت عال بطريقة منظمة بيئة يكون فيها الطلاب مشاركين أقوياء في عملية تعلمهم، وتعد القراءة التفاعلية نموذج من نماذج التعلم الذاتي الذي يعتمد على جدية المشارك، والشغف في أن ينمي الطالب دولابه المعرفي، وعادة يحتاج الطلاب أن يكونوا قادرين على التحدث عن ما يعرفونه قبل أن يكونوا قادرين على أن يكتبوا عن ما يعرفونه. وتتكون القراءة التفاعلية بصوت عال من: الاختيار والإعداد، وافتتاحية، والقراءة بصوت عال، والتدريس، و نص الحديث، والمناقشة، وعدد ساعات أو أيام محددة من القراءة، ورد مكتوب أو خلاق، وتقييم ذاتي.
وهناك مكونات أساسية للقراءة التفاعلية تساهم في جعلها مفيدة حقا:
1- اختيار الكتب المناسبة لاهتمامات الطلاب والتي تقابل مستوياتهم التنموية والعاطفية والاجتماعية.
2- مراجعة وتحليل الكتب المختارة من قبل المعلم.
3- إنشاء هدف واضح للقراءة بصوت عال وبتفاعلية.
4- قراءة المعلمين للنص بطريقة جهرية وواضحة وبطلاقة.
5- استخدام المعلمين للتعبيرات والرسومات التي تساعد في العملية التفاعلية.
6- توقف المعلمين دوريا، وسؤال الطلاب بشكل مدروس وذلك لجذب انتباههم وتركيزهم على تفاصيل النص.
7- اعطاء الفرصة للطلاب للقراءة المستقلة وكتابة ما قرءوه استعدادا للمناقشة الجماعية.


مميزات القراءة التفاعلية:
من بين مميزات القراءة التفاعلية للطالب النظر في الأساليب المتنوعة من التعلم، وتطوير فهم أفضل للأدب، وتحسين النطق ومهارات القراءة وفهم أفضل للتعلم الترابطي، وزيادة للثقة بالنفس عموماً؛ حيث تقوم القراءة التفاعلية بـما يلي :

1- تحسين النطق ومهارات القراءة: Pronunciation and Inflection
غالبا ما يبدأ المعلمون جلسات القراءة التفاعلية من خلال القراءة بصوت عال وبطريقة معينة، وواضحة حتى يكونوا مثال جيد للطلاب في القراءة السليمة؛ويتم منح الطلاب الأمثلة الإيجابية للمحاكاة في النطق السليم ونبرة الصوت. ثم تقدم لهم الفرصة لممارسة ما قد تعلموه وسمعهوه، وهذا يساعد في تطوير مفرداتهم ومهاراتهم من خلال العرض الشفوي.

2- تنمية وتشجيع التفكير النقدي للطلاب: Critical Thinking
إن القارئ الناجح وفقا لمشروع التعليم التسامحي Teaching Tolerance project،  هو "من يقرأ، ويراقب مدى استيعابه للنص المقروء؛ ويقف، ويفكر في فيما قرأه؛ ثم يقوم بأستئناف القراءة." وعندما يقوم الطالب بأداء هذه المهمات في القراءة بصوت عال من جلسات القراءة التفاعلية، فهم يقومون أيضا بتطوير مهارات التفكير النقدي لديهم، ويصبحون متعلمين أكثر نشاطا وارتباطا.

3- ربط الطلاب بالعالم الحقيقي: Real-World Connections
إن القراءة التفاعلية تشجع الطلاب على ربط ما يقرأوه ببقية العالم. سواء في التاريخ، أوالعلوم، أوالأدب، فمن المتوقع أن يقوم الطالب برسم وصلات وروابط بالعالم الذي يحيطه. فعلى سبيل المثال، تعلم الطلاب حول المبادئ البيولوجية من خلال النص قد يساعده مستقبليا في التطورات الراهنة في العلوم الحيوية والطب. وقد يطلب من الطلاب الذين يدرسون عمل أدبي عبور المناهج والنظر في السياق التاريخي للعمل.

4- ترجمة الكلمات النصية إلى أفعال: Words Into Action
ولا سيما مع الطلاب الصغار، فالقراءة التفاعلية يمكن أن تخرجهم من المقاعد والفصول الدراسية الخاصة بهم. فقد يطلب مدرسي اللغة الإنجليزية من الطلاب تمثيل أحد المشاهد لمسرحية معينة، أو قراءة جزء من نثر أو قصيدة على المسرح أمام باقي زملاءة. ويمكن أن يطلب من الطلاب تأدية أقوالهم أو كلامهم بالتوافق مع حركاتهم الجسدية، وقد تساعد المكونات السمعية والحركية للقراءة التفاعلية الطلاب بأساليب متنوعة للتعلم.

5- تقييم المعلم للطالب: Assessment
 تسمح القراءة التفاعلية للمعلمين بتقييم قدرة وتقدم ونشاط الطالب. فأن الأسئلة التي يسألها الطالب - أو حتى التي لا يسألها - تعطي المعلم نظرة واعية حول عمليات التفكير لدى الطالب ومستوى فهمه. ويمكن للمعلمين باستخدام الأسئلة ذات النهايات المفتوحة مساعدة الطلاب في تطوير قراءاتهم وفهمهم ومهاراتهم اللغوية.

6- زيادة الثقة بالنفس للطلاب: Increased Confidence
كما يقرأ الطلاب بشكل تفاعلي، فإنهم يصبحون أكثر دراية بمجموعة واسعة من النصوص والموضوعات. فالقراءة بصوت عال، تعطيهم ثقة بالنفس أكثر وبالتالي المشاركة والتفاعل في الأنشطة المختلفة داخل الفصل وخارجه. إن الطلاب الذين يتعلمون القراءة بصوت عال وبطريقة جيده غالبا ما يكونوا من أفضل الخطباء والمتحدثين أمام الناس، وهي المهارة التي سوف تقدم لهم خدمة جليلة في العديد من المجالات لبقية حياتهم.


المصادر:
- Global post. “What Is the Interactive Reading Model”. Accessed February 12, 2014. URL: http://everydaylife.globalpost.com/interactive-reading-model-13048.html

- Global post. “What Is the Advantage of Interactive Reading”. Accessed February 12, 2014. URL: http://everydaylife.globalpost.com/advantage-interactive-reading-14511.html

-  “Teacher perspectives of Interactive Read Alouds” available at pdf.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق