بقلم
الأستاذ /خالد المزاحي
رئيس قسم ترميم ومعالجة الكتب بمكتبة الإسكندرية
==================================
في البداية أحب أن أوضح لطلاب قسم المكتبات بجامعة الأسكندرية بأن ثقافة الأنسان لاتأتي صدفة ، وإنما من خلال قراءات عديدة مختلفة ،وأن تقدُّم وحضارة الأمم تظهر جلية واضحة في وجود بناء به كتب ودوائر معارف ومخطوطات وخرائط وغيرها من الأوعية الثقافية ؛هذا البناء يسمى المكتبات .
فالمكتبة مجري ثقافي من المعلومات لا ينتهي ،وشريان متدفق يغذي العقل بالعلم والمعرفة ويجعل الإنسان في تطور دائم .
وإنني منذ أن التحقت للعمل بمكتبة الإسكندرية عام 1991 حين كانت مجرد أرض فضاء وكان كل موظف يقوم بأعمال كثيرة من أجل اكتساب الخبرة والمهارة ؛كان لديَ قناعة بأن العمل بالمكتبة من أشرف الأعمال فنحن نتعامل مع ذخائر بها علوم ومعارف شتي ومسئوليتنا هي تسهيل الإفادة من هذه العلوم وتلك المعارف.
الأستاذ /خالد المزاحي
رئيس قسم ترميم ومعالجة الكتب بمكتبة الإسكندرية
==================================
في البداية أحب أن أوضح لطلاب قسم المكتبات بجامعة الأسكندرية بأن ثقافة الأنسان لاتأتي صدفة ، وإنما من خلال قراءات عديدة مختلفة ،وأن تقدُّم وحضارة الأمم تظهر جلية واضحة في وجود بناء به كتب ودوائر معارف ومخطوطات وخرائط وغيرها من الأوعية الثقافية ؛هذا البناء يسمى المكتبات .
فالمكتبة مجري ثقافي من المعلومات لا ينتهي ،وشريان متدفق يغذي العقل بالعلم والمعرفة ويجعل الإنسان في تطور دائم .
وإنني منذ أن التحقت للعمل بمكتبة الإسكندرية عام 1991 حين كانت مجرد أرض فضاء وكان كل موظف يقوم بأعمال كثيرة من أجل اكتساب الخبرة والمهارة ؛كان لديَ قناعة بأن العمل بالمكتبة من أشرف الأعمال فنحن نتعامل مع ذخائر بها علوم ومعارف شتي ومسئوليتنا هي تسهيل الإفادة من هذه العلوم وتلك المعارف.
تعلمت من هذه المنح كيفية الحفاظ على هذة الثروة والكنوز المعرفية والتي لاتقدر بثمن أن وضع هذه الكنوز بدون متابعة او صيانة يؤدي إلى طمس واندثار لهذة العلوم ،لذلك عزمت على أن اتقن عملي واستعين بالكتب الأجنبية والمراجع العلمية لفهم هذا العلم الجديد الذي لم يتطور في الشرق الوسط بل كان مجرد معامل بدائية فقط مثل الموجودة في دار الكتب ،ودار الوثائق والتي حدث لها تطور كبير في بداية الألفية الجديدة .
أما في مكتبة الأسكندرية فقد كان لنا السبق والريادة في إنشاء أول معمل متكامل للترميم عام 1995 ثم توالت بعد ذلك تطوير المعامل الأخري .
وللترميم أصول وقواعد فهو عملية إحياء للكتب مرة أخري او عملية تجميل يقوم بها أخصائي الترميم وهناك ثلاثة أنواع من الترميم : اليدوي والآلي والحراري ،كما قد نلجأ إلى بعض المعالجات الكيميائية البسيطة.
أخصائيو الترميم
إن نسبه المرممين في العالم العربي لا يشكلون نسبه كبيرة
ولكن يصعب يعمل بهذا التخصص أخصائيين يعانون من حساسية بالأنف او بالصدر لأن بعض الكتب النادرة تكون ذات روائح كريهة كما تكون محمَّلة بالأتربة ، ونلاحظ عدم تقدير هذه المهنة في الدول العربية فالمرمم هو حِرَفي ويمكن لأى فرد أن يقوم بهذا العمل ، ايضاً الأدارة العليا في اي مكتبة او مؤسسة لا تهتم بالكيف بل بالكم فالترميم عملية فنية دقيقة تحتاج إلى صبر وأناة ، وقد نجد تدني الأجور في الدول العربية وعدم صعودهم السلم الوظيفي ، ولا يوجد معاهد او كليات تؤهل للحصول على شهادة عالية في الترميم حتي كلية الأثار تهتم بترميم الأثار اما ترميم الكتب دراستها فأمرثانوي ويطغي الجانب النظري على الجانب العملي .
لذلك يجب علي أخصائيي المكتبات والترميم أن يتعاونوا من اجل حفظ هذا التراث النادر من الكتب والمخطوطات وأن نغرس في الطفل منذ وجوده بالمكتبة حب القراءة والمحافظة على الكتب وصيانتها بطريقة بسيطة تضمن وجودها لفترات طويلة
كيف تتلف الكتب ؟
للإنسان دور كبير في إتلاف الكتب سواء كان من المستفيدين من خدمات المكتبة أو كان من القائمين على حفظها والتعامل معها ، وذلك بسبب ما يلي:
• التقليب المستمر والسريع للصفحات
• التقليب بأصابع ملوثة بالحبر أو الماء أو التراب
• ثني الورق وتركه فترات طويلة ، مما يؤدي إلى تكسير الألياف
• الأكل والشرب والتدخين داخل مخازن الكتب
• الضغط على كعب الكتاب أثناء التصوير
• عدم وضع الكتاب بشكل منتظم على الرفوف
• عدم حفظ الكتب في درجات الحرارة والرطوبة والضوء، وفقاً للمعايير .
• الإهمال في حمل الكتاب او سحبه من مكانه
• الكتابة في الكتب ، أو وضع علامات داخل الكتاب
• أن يكون قسم التجليد بالمكتبة غير مؤهل
• عدم وجود خطة للتعقيم الدوري.
مواقف عجيبة :
في أثناء عملي صادفتني بعض المواقف العجيبة التي تدل على عدم تفهم الآخرين لهذا المجال الجديد
- جهل المديرين بقواعد الترميم فقد طلب مني احد المديرين بأن أقوم بخياطة كراسة وترميم الأخري (لابد من ترميم الورق اولاً ثم خياطة الكراسات )
- أتي إلىَّ أحد الأشخاص قبل افتتاح المكتبة وكان يعمل خطاطاً فأراد أن يستكمل (بنفسه )بيانات المخطوطات ( وهذا يعتبر تزوير)
- إقحام المديرين أنفسهم في عمليات الشرح للزوار او الحديث عن الترميم مع الصحف أو شراء ادوات لازمة للترميم او حتي التعامل مع المنح الخارجية بدون أخذ مشورة اخصائي الترميم
- قد يفاجأ غالبية زوار المكتبة بوجود هذا القسم ويبدون دهشة كبيرة وقد زار المكتبة احد الشخصيات العربية وعند بداية الشرح ظل يتجول ويطوف بالقسم ولم يبدِ اي اهتمام او يستوعب عملية الترميم.
وختاماً ،،،أرجو أن يتطور هذا العلم في عالمنا العربي الأصيل من خلال تدريسه في الجامعات العربية ليتخرج أخصائيةو ترميم مدرَّبون على صيانة وترميم الذخائر العربية من المخطوطات والكتب القيمة ،التي يقدِّرها العالم حق التقدير ...بل ويعرضون بعضها في المتاحف الكبرى كالآثار النادرة !!!