بقلم :أسماء أبوبكر السيد
خريجة قسم المكتبات و المعلومات بالإسكندريةعام 2010
ونائب مدير "مركز امتياز لخدمات المعلومات"
الابتسامة رسالة رقيقة بكل اللغات تتسلل إلى القلوب فتُحيي الأبدان وتغير حال النفوس إلى الأفضل.
إنها منحة وعطيَّة تعطيها لمن تبتسم له وكأنك تقول له : أنت مهم،أو أنت محترم ، أو أنا أحبك ،أو يهمني أمرك .
إنها لوحة جميلة يرسمها - مجاناً وبدون أي جهد - من يُطلقها بصدق ،
ليس بتحريك العضلات فقط بل و تحريك المشاعر أيضاً!!
ومع ذلك فهناك بعض الأشخاص الذين نقابلهم ونراهم في حياتنا اليومية تظن الواحد منهم قد فقد أسنانه أو أنها صُنعت من ذهب، فلا يريد إخراجها حتى لا يراها الفقراء وتتحطم قلوبهم من شدة الفقر!!!
ليس هذا فحسب وإنما البعض منهم لا يُظهرها إلا خفية وفي معزل من الناس.
ولو أن الإنسان أدرك أنه يكسب كثيراً قبل أن يفيد غيره بهذه الابتسامة لما تركها!!
فالابتسامة الصادقة تحفظ للإنسان صحته النفسية والبدنية، وتساعد على تخفيف ضغط الدم ، وتنشط الدورة الدموية ، وتزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض والضغوط النفسية والحياتية، و تساعد المخ على الاحتفاظ بكمية كافية من الأوكسجين مما ينشط المخ والبدن ،
كما أن لها آثار ايجابية على وظائف القلب والبدن والمخ ،ومن ثم فالمبتسم عادةً ما يتمتع بنبض سليم متزن.
وفوق كل هذا فالابتسامة تبعث الهدوء في الأعصاب، والطمأنينة في النفس ، و تزيد الوجه جمالاً وبهاء ، بل وتؤخر ظهور التجاعيد ، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن تجهُّم الوجه ( العبوس وتقطيب الجبين ) يؤثر بشكل فعال في ظهور التجاعيد على الوجه ولاسيما حول العينين. كما أثبتت التجارب أن الابتسامة سلاح فعال ضد التجاعيد أو على أقل تقدير تؤثر في تأخير ظهور التجاعيد بسبب ارتخاء عضلات الوجه أثناء الابتسامة.
وأخيراً فإن الابتسامة الصادقة متطلب ضروري من متطلبات بعض الوظائف مثل وظيفة المعلم ،والداعية، والطبيب ،والتاجر ...ولقد قيل : (إن الذي لا يُحسن الابتسام لا ينبغي له أن يفتح متجرا)!
وبالمثل فإن اخصائي المكتبات الذي لا يُحسن الابتسام لا ينبغي له العمل في الخدمات التي يتعامل فيها مع المستفيدين مثل الإعارة والخدمة المرجعية وتسويق خدمات المكتبة ، ومكتب الاستعلامات.
فإذا لم تشعر بالرغبة في التبسُّم فتذكر قول الدكتور "إبراهيم الفقي" مدير مركز الكندي للتنمية البشرية : " إن الابتسامة حركة تقوم به إرادياً ( بعضلات وجهك) لتعطي تعليمات للعقل الباطن مفادها: أنا سعيد أو أريد أن أكون سعيدا ً" ومن ثم فإن العقل لاباطن يستجيب ويغير حالك إلى السعادة ،
تماماً كما تكون في غاية النشاط وتعقد العزم على المذاكرة ، ولكنك تجلس في الفراش متكئاً فيتسلم العقل الباطن –دون أن تدري- أوامر مفادها أنك تريد النوم ، فما يلبث بعد قليل أن يهاجمك النعاس!!
ولك ان تجرب لترى بنفسك !!!
والآن هل لازلتَ لا تستطيع الابتسام بسبب كثر همومك أو مُهماتك ؟
إذن فتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يحمل على كتفيه هم الأمة الإسلامية بأسرها ، ومع ذلك فقد كانت أحد أبرز صفاته أنه كان بسَّاماً ( أي كثير الابتسام) ويحث على الابتسام قائلا ً: "تبسُّمَكَ في وجه أخيك لك صدقة " صحيح الترمذي.
ولكنه صلى الله عليه وسلم كان لا يبالغ بالابتسام ،
كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها : "ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا حتى أرى منه لهواته ، إنما كان يتبسم " صحيح البخاري
فكثرة الضحك تمُيتُ القلب والعبوس يزيد الكآبة،
فهل نبتسم؟!
وهل نكون وسطيين في مشاعرنا كما هي أمَّتُنا ؟!