المكتبات مؤسسات اجتماعية تنشأ لخدمة المجتمع وتتطور بدعم هذا المجتمع ،ومن ثم فإنها لابد وأن تتأثر بما يحد ث فيه ، و تعكس أحدث تطوراته وتواكب مستجداته
وبما أن تكنولوجيا المعلومات هي أحد أهم دعائم علم المكتبات والمعلومات ؛فإن تطور هذا العلم لابد أن يواكب أحدث التطورات التكنولوجية
هذا التطور ينبغي أن يظهر في المقررات التي تدرَّس لطلاب علم المكتبات والمعلومات ، حتى يتمكنوا من أداء واجبهم في المكتبات كما ينبغي بعد التخرج. وبما أن تكنولوجيا النانو هي حديث الساعة وأكثر أنواع التكنولوجيا إثارة وغموضاً حتى الآن ،فإن هذا البحث يهدف إلى التعريف بعلم وتكنولوجيا النانو وتطبيقاتهما في مجال المكتبات والمعلومات ،ثم تصميم توصيف لمقرر دراسي يمكن تدريسه لطلاب علم المكتبات والمعلومات .
وفيما يلي البيانات الببليوجرافية لهذا البحث ، تليها أهم عناصره.
أماني زكريا الرمادي." تدريس تكنولوجيا النانو في أقسام المكتبات والمعلومات العربية : دراسة تخطيطية". بحوث ودراسات في علم المكتبات والمعلومات ، ع7، سبتمبر 2011 : 121-195 .
أهداف الدراسة :
هدفت هذه الدراسة إلى تصميم مقرر دراسي يتم تدريسه في أقسام المكتبات والمعلومات العربية حول أسس تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في مجال المكتبات والمعلومات،ومن ثم فإن هذه الدراسة تسعى إلى تحقيق ما يلي:
1-التعريف بعلم و تكنولوجيا النانو ، من حيث : النشأ ة والتطور والأنواع والمميزات والمخاطر، وأبرز الصناعات الناتجة عنهما ، والوضع الراهن لتدريسهما والبحث حولهما في الدول النامية.
2- التعريف بتطبيقات تكنولوجيا النانو التي يمكن الإفادة منها في مجال المكتبات والمعلومات
3- التعريف بالفرص المتاحة ، وكذلك التحديات المتوقع مواجهتها عند تدريس مقرر " تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في مجال المكتبات والمعلومات " في أقسام المكتبات والمعلومات في الوطن العربي .
4- وضع تصميم لهذا المقرر يشتمل على أهدافه ورؤيته والنتائج التعليمية المتوقعة ، ووحداته ،وطرق التعليم والتعلم ، والوسائل التعليمية .
تساؤلات الدراسة:
تسعى الدراسة إلى الإجابة على التساؤلات التالية:
1-ما هو تعريف علم النانو ؟ وما الفرق بينه وبين تكنولوجيا النانو؟وكيف نشأ هذا العلم وتطور؟
2- ما هي أنواع ومميزات ومخاطر تكنولوجيا النانو ؟
3- ما هي أبرز الصناعات التي أفادت من تكنولوجيا النانو ؟
4-ما هو الوضع الراهن لتدريس علم وتكنولوجيا النانو في الدول النامية ؟
5- ما هي تطبيقات تكنولوجيا النانو التي يمكن الإفادة منها في مجال المكتبات والمعلومات؟
6- ما هي الفرص المتاحة والتحديات المتوقَّع مواجهتها عند تدريس مقرر " تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في مجال المكتبات والمعلومات " في أقسام المكتبات والمعلومات في الوطن العربي ؟
7-ماهو التوصيف المقترح لمقرر" تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في مجال المكتبات والمعلومات "؟
مشكلة الدراسة:
إن التهافت العالمي على إجراء الأبحاث العلمية في علم و تكنولوجيا النانو في العالم أجمع والتسابق اللاهث نحو الفوز بالسبق في تطبيق مبادئه بشكل آمن ومفيد في شتى مجالات الحياة ، يجعل اقتحام تكنولوجيا النانو لمجال المكتبات والمعلومات شيء متوقَّع ولا مفر منه ، من ناحية أخرى فإن أقسام المكتبات والمعلومات العربية حتى الآن –على حد علم الباحثة- لا تقوم بتدريس مبادىء هذا النوع من التكنولوجيا واستخداماته في مجال المكتبات والمعلومات ، مما يؤدي إلى تخريج كوادر بشرية غير مدرِكة لأبعاد هذا العلم وأهميته للتخصص ، ومن ثم تكون غير مهيئة لسوق العمل المستقبلي .
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية هذه الدراسة فيما يلي:
1-أهمية علم وتكنولوجيا النانو وإسهاماتهما العلمية المتوقعة لحل الكثير من المشكلات في شتى نواحي الحياة ،حيث أن علم وتكنولوجيا النانو ليس بقاصر على تخصص معين ، فقد جمع في معامل أبحاثه الطبيب والمهندس والكيميائي والفيزيائي، وعالم الرياضيات ، وغيرهم .
2- الاهتمام العالمي المتزايد بعلم وتكنولوجيا النانو ، سواء على مستوى العلماء والباحثين أو عامة الناس،
NIST فقد أشارت نتائج دراسة أجراها المعهد القومي للمعايير والتكنولوجيا
بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2001-2002حول الإفادة من المكتبات والرضا عنها ؛ أن المستفيدين يرغبون زيادة المقتنيات حول ثلاثة موضوعات رئيسة جديدة كانت تكنولوجيا النانو على رأسها، ثم النظم
البيولوجية والصحة، يليها الأمن القومي!
2-أهمية أن يواكب الدارس العربي لعلوم المكتبات والمعلومات التطورات التكنولوجية المؤثرة في مستقبله الدراسي والمهني من خلال فهمه لمجال تكنولوجيا النانو ، وتطبيقاته في مجال المكتبات والمعلومات، حيث أن أهداف دراسة علوم المكتبات – كما عرَّفتها كلية الدراسات العليا لدراسات المكتبات و المعلومات بكلية كوينز كوللجQueens College بنيويورك، والمعتمَدة من جمعية المكتبات الأمريكية –بنيويورك- هي : إعداد المهنيين للعمل في مختلف بيئات العمل . وبما أن علم المعلومات هو أحد العلوم الشاملة والمتداخلة التخصصات حيث يتعامل مع تقييم و اختيار واقتناء و تخزين وتنظيم و إدارة وتحليل واسترجاع وتوصيل وبث وتيسير استخدام المعلومات ؛ فإن هذا المجال ينبغي أن يعمل على تحسين سبل إتاحة المعلومات بكل الأشكال الممكنة ،لأن هدفه هو خدمة احتياجات المستفيدين من المعلومات واهتماماتهم الموضوعية أياً كانت تخصصاتهم ، وسواء كان هؤلاءالمستفيدين أفراداً أو مجموعات أو مؤسسات.
3- أهمية تخريج كوادر بشرية مستعدة للمستقبل ومستحدثاته ، ويؤيد ذلك ما قالته محررة مجلة جمعية المكتبات المتخصصة
Information Outlook في مطلع عدد (إبريل – مايو 2011)تحت عنوان :" هل أنت مستعد للمستقبل؟":"إن التغيير والتكنولوجيا يشغلان ذهن الناس بشكل مستمر ، لذا فإن على المكتبيين -إذا أرادوا أن يكونوا مستعدين للمستقبل-أن يتبنوا الابتكارات التكنولوجية الجديدة.
كما تؤيده دراسة كل من فلموروجان، وكنعان التي أوصت – ضمن توصياتها - بالعمل على زيادة المنافسة وزرع الثقة بالنفس في الدارسين من خلال تدريس المعرفة حول أحدث تكنولوجيا متاحة
4-إن ما يدرسه طلاب علم المكتبات و المعلومات ينعكس بالضرورة على المهنة ، وتدريس علم وتكنولوجيا النانو يؤدي إلى تطور مهنة المكتبات في العالم العربي خاصة لدى المكتبيين الذين يعملون في مكتبات متخصصة في العلوم ،فقد جاء من بين المهارات والخصائص التي ينبغي أن يتمتع بها أخصائي المكتبات العلمية ، التي حددتها جمعية مكتبات الكليات والبحوث الأمريكية :" المرونة والقدرة على التكيف مع الجديد ، حيث أن عالم المعلومات يتغير باستمرار والمرونة تعد صفة أساسية "
5- أهمية رفع مستوى التقدير الاجتماعي لطلاب وخريجي أقسام المكتبات والمعلومات في العالم العربي من خلال دراسة تكنولوجيا النانو، وكذلك أهمية المساعدة على توفير فرص عمل جديدة لهم بعد كساد الحال في سوق العمل في الفترة الحالية ، فقد أوضحت" إحصائية مكتب العمل بالولايات التحدة عام 2005 أن أكثر سبع وظائف تنمو بسرعة هي وظائف تتعلق بشبكات الكمبيوتر والبرمجة ونظم المعلومات ؛وتعد السابعة هي وظيفة "مدير نظم المعلومات" ومن المتوقع أن تزيد هذه الوظائف بالآلاف حتى عام 2014"
6-أهمية أن يتعلم الدارس العربي لعلوم المكتبات أخلاقيات تكنولوجيا النانو ، فمن معايير الوعي المعلوماتي لتكنولوجيا الهندسة والعلوم التي أعدتها جمعية المكتبات الأمريكية : " أن يفهم الدارس القضايا الاقتصادية والأخلاقية والقانونية والاجتماية المتعلقة باستخدام المعلومات وتكنولوجيا المعلومات ، سواء كفرد أو كعضو في مجموعة ؛ كما يستخدم المعلومات بفعالية وبشكل أخلاقي وقانوني لتحقيق أغراض محددة "
7-أهمية أن يبادر المكتبيون العرب بإنتاج فكري عربي أصيل في أحدث الموضوعات المرتبطة بالتخصص -ومنها علاقة تكنولوجيا النانو بتخصص المكتبات -خاصة بمايتوافق مع البيئة العربية ، وعدم الاكتفاء بنقل الإنتاج الفكري الأجنبي وترجمته.
8-أهمية تجميع الإنتاج الفكري حول استخدام تكنولوجيا النانو في مجال المكتبات والمعلومات، هذا الإنتاج المشتت حتى الآن في العديد من الدوريات العلمية والكتب المتخصصة في العلوم بشكل عام، والهندسة والفيزياء التطبيقية، والكيمياء، وكذلك في الدوريات ومواقع شبكة الوب المتخصصة في علموتكنولوجيا النانو التي ظهرت مؤخرا ً ؛ كما أشارت الدراسة الببليومترية التي أعدتها كل من : سينثيا مانلي، وتيريزا ويلش للإنتاج الفكري حول علم وتكنولوجيا النانو حتى عام 2004
فضلاً عن أن البحث حول هذا الإنتاج غير ميسر بسبب تعبير الباحثين عنه بمصطلحات عديدة ؛منهاعلى سبيل المثال:
Nanotechnology advances and applications in information storage ,The use of Nano technology in information technology,Nano products for computing, displaying, and relaying information.
Library implementation of nano-threads programming model,Nano world and the Information Era,social impact of nanotechnology research .
هذا بخلاف المعلومات التي ترد بين ثنايا الأبحاث والكتب التي تتحدث عن علم ، وتكنولوجيا النانو بشكل عام .
6-أهمية تعاون شتى التخصصات العلمية لجعل الحياة أكثر يُسرا ًونجاحا ًوتطوراً،وهوالاتجاه السائد في العالم المتقدم الآن ، وقد شمل هذا الاتجاه المتخصصين بعلوم المكتبات والمعلومات ؛ منهم على سبيل المثال لا الحصر جمعية المكتبات المتخصصة التي تتناول موضوع "التعاون بين التخصصات العلمية " في إحدى محاور مؤتمرها السنوي المنعقد في فيلادلفيا في الفترة 13-15 يونيو 2011
7- إن تدريس علم وتكنولوجيا النانو في أقسام المكتبات العربية ومن ثم مواكبة خريجي هذه الأقسام لسوق العمل الدولي ، يساعد على تحقيق الجودة المنشودة ، ومن ثم الاعتماد الدولي لهذه الأقسام. .
8- أن أهداف هذه الدراسة تعين على تحقيق الأهداف التي أعلنتها جمعية المكتبات الأمريكية في خطتها الاستراتيجية للأعوام 2011-2015،والتي تعكس مجالات التركيز الاستراتيجية للجمعية في الثلاث إلى خمس سنوات المقبلة ؛ هذه الأهداف هي :
أولاً : الهدف السابع -فيما يتعلق بالدعوة المكتبية والتمويل والسياسة العامة- وهو : الإفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة من أجل بناء أكبر قدر من تفهم الرأي العام ودعمه للمكتبات بكل أنواعها.
ثانياً : الهد ف الأول - فيما يتعلق ببناء المهنة -وهو التاكد من أن تعليم علوم المكتبات والتدريب على ممارستها يعكس القيم المحورية للمهنة ، وكذلك احتياجات المجتمعات التي تخدمها المكتبات بكل أنواعها .
ثالثاً: الهدف الثالث- فيما يتعلق ببناء المهنة أيضاً - هو : دعم القيادة ، وفرص التطور المهني للطلاب دارسي علم المكتبات والمعلومات ، بينما كان الهدف الرابع هو :زيادة تنوع تخصصات العاملين بالمكتبات ليعكسوا التنوع الوطني والدولي المتزايد في المجتمع العالمي.
رابعاً: الهدف الثاني – فيما يتعلق بتحويل المكتبات في العالم الرقمي –وهو زيادة الاعتراف بالأفكار التطويرية والتحويلية ، ودعم تجريبها.
خامساً : الهدف الثالث– فيما يتعلق بتحويل المكتبات في العالم الرقمي أيضاً - وهو مساعدة المكتبات على الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الجديدة والناشئة من خلال تشجيع ودعم التجريب ، والابتكار التكنولوجي