لقد لفت انتباهي الكثير من التعليقات
والصور والعروض المرئية- المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي- التي تسخر من بدء العام الدراسي!!! وكأن التعلم
أمر غير محبب للنفس ، أو أمر مكروه !!
وتساءلتُ أين تكمن أسباب
المشكلة ؟ !!
وتبادرت إلى ذهني أسباب كثيرة
، ولكني رأيت أن الأهم هو أن نركزعلى الهدف ، وهو أن نعيد
تعريف التعلُّم لدينا
ولدى أبنائنا من الأطفال والشباب !!!
فالتعلم رحلة وليس هدفا ً،والتعلم
هو اكتساب معلومات وخبرات تجعل حياتنا أيسر وأسعد، ولولا حب التعلم لما أصبح لدينا
هواتف ذكية أو شبكات اجتماعية أو سيارات أو طيارات أو مصابيح كهربائية، أومعدات
وأدوات طبية أو هندسية ، أو غير ذلك من الاختراعات التي غيرت حياتنا وجعلتها أكثر
تشويقاً وتسلية ويسراً وراحة !!!
والتعلم لا يبدأ ببدء العام الدراسي وينتهي بنهايته ؛ بل نحن نتعلم في كل لحظة إذا تعمدنا ان ننتبه
إلى ما يحدث حولنا ، وإذا تساءلنا عما لا نعلم ،وإذا بحثنا في مصاد رالمعلومات
الموثوقة عما لا نعرفه .
والتعلم لا مكان محدد له ولا
زمان ؛ فنحن نتعلم من كل الكائنات الموجودة حولنا في كل مكان وزمان لو تأملنا هذه الكائنات وكيف تتصرف في أمور
حياتها؛ كما تعلم قابيل من الغراب كيف
يواري سَؤة أخيه ،وكما تعلم سليمان عليه السلام من الهدهد والنملة ؛ وذلك على سبيل
المثال لا الحصر !
والتعلُّم مهارة ترتقي بعقولنا
وقلوبنا وتيسر حياتنا وتضيء لنا الطريق إلى ما نحب ونرضى.
والتعلم في هذا العصر-عصر ثورة المعلومات - أصبح مِلك يمين كل من يريد، وفي كل وقت وحين وفي أي مكان ؛ بشرط تنقية ما يقرأ والتحقق من مصداقيته .
والتعلم متعة لمن يجيد تحويل
الدراسة الروتينية إلى مرح وأعمال مثيرة للاهتمام ؛
وفيما يلي بعض الإرشادات التي قد تعين طلاب الجامعة -وخاصةً دارسي علم المكتبات والمعلومات - على تحويل التعلُّم إلى متعة :
·
لتكن نيتك من دراسة المقررات
المفروضة عليك هي ان تستفيد من تطبيقها في حياتك الشخصية والعملية ؛ فعلى سبيل
المثال لا الحصر ، إن دراسة مادة إدارة المكتبات تساعدك على إدارة أي مؤسسة ،
ومنها المكتبات ، وكذلك مواد اللغات هي فرصة جيدة لتنمية مهاراتك اللغوية بالمجان ،
كما تعينك دراسة مادة التصنيف على ترتيب شتى الأغراض في حياتك ترتيباً منطقياً
ييسر الحصول عليها ؛ ومنها كتبك الشخصية ..... وهكذا .
·
حاول ان تستفيد مما تتعلمه في
تطوير الواقع من حولك وتيسير الحياة ؛ كما فعل ملفل ديوي حين اخترع نظاماً سهلاً
وبسيطاُ وفعالاً لتصنيف الكتب .
·
إقرأ خارج الكتاب الدراسي حول
المادة لتعرف عنها أكثر وناقش مالا تفهمه مع أستاذك .
· ليكن هدفك من
الدراسة هو الارتقاء الفكري وتنمية شخصيتك أكثر من تجميع الدرجات
· إحرص على
حضور الدورات التدريبية التي تتاح لك في التخصص لتعينك على المزيد من التعرف على
التخصص وممارسته عملياً .
·
إغتنم فرصة انعقاد المؤتمرات في
التخصص واحضرما يتيسر لك منها لتستمتع بمجالسة
العلماء والخبراء وزملاء المهنة وتتعلم من خبراتهم ما قد لا تجده في الكتب.
· إنضم لجمعية علمية
تهتم بتخصص المكتبات لتربطك بزملاء المهنة وتكون بمثابة نقابة لك .
·
استفِد من المواقع الإلكترونية
العربية والعالمية التي تعينك على الانتماء للتخصص واستكشاف أسراره ، بل وتساعد أيضاً على تنمية عقلك من خلال تدريبات مختلفة Brain excercises.
·
إقرأ حول أخلاق العلماء لتتعلم
منهم ويتزين علمك بأخلاق تليق بما تعلَّمتَه .
·
تعلم -إلى جوار ما تدرسة في
قسمك - حول موضوع آخر تختاره وتستمتع بدراسته ، فإن ذلك يعينك على الاستمرار في
تعلم المقررات المفروضة عليك .
·
تذكر أن المحاولة الفاشلة وسيلة لاكتساب
الخبرات ، وخطوة نحو تحسين العمل للوصول إلى الهدف .
·
تذكر أن الرسول صلى الله عليه
وسلم كان يدعو في الصباح والمساء قائلاً : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا،
وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا " أخرجه بن
ماجه
·
تذكر الأمر الرباني في القرآن
الكريم :
: وأخيراً خالص دعواتي
لك بالتوفيق والرشاد في كل ما تفعل ، وفي رحلتك نحو الارتقاء بعقلك وفكرك ؛ ومن ثم تحسين حياتك ،وبناء مستقبلك،ودعم وطنك .