إعداد
الأستاذة
/ رانيا
سعد السيد
مدرس
مادة بقسم المكتبات والمعلومات
كلية
الآداب – جامعة الإسكندرية
تمهيد
نعيش اليوم في عصر تكنولوجي فرضت فيه تكنولوجيا المعلومات
وشبكات التواصل نفسها علي جميع أفراد وفئات المجتمع من الأطفال والشباب والمراهقين
رجالا ونساء ، مما ساعد علي تكوين عالَم افتراضي لا حدود له ، كما فتحت لناالثقافات
التكنولوجية الحديثة آفاقا فكريه جديدة لا حدود لها ولكن لكل جديد ايجابيات
وسلبيات ، إذ حملت هذه الثورة التكنولوجية الجديدة الكثير من الإيجابيات
كما أن لها العديد من السلبيات ، لذا كان
يجب ان نتوقف لنرى كيف يمكن ان نستفيد من هذه الإيجابيات في بناء الانسان وتدعيم
القيم والمبادئ السامية فيما يتناسب مع مجتمعاتنا العربية ، وكذلك محاولة تصحيح ماتيسر
من تلك السلبيات التي أوردتها لنا تلك التكنولوجيا الحديثة .
إذن فنحن نعيش في هذا العصر حالة من الصراع بين الايجابيات
والسلبيات ولحل هذه المعادلة كان ينبغي ان يكون هناك قوانين ومعايير تقنن التعامل مع هذا الصراع ؛ ولعل من بين أشهر المسلَّمات
التي يجب اعتمادها في هذا المجال هي " قناعات تُزرع لا أجهزة تُنزع " ؛
فلكي نقوِّم الفكر ونهذب السلوك لا يشترط أن ننزع الاجهزة ونتجنب تلك التكنولوجيا
الحديثة ولا ينبغي كذلك أن ننصب العراقيل أمام مستخدمي وسائل التكنولوجيا الحديثة
بل يجب أن نوفر لهم مبادئ وقوانين ومحاور رئيسة تعينهم علي الاستخدام التقني
السليم لتلك التكنولوجيا ، ونتيجة لذل ك ، ظهر المصطلح الجديد في حياتنا وهو"المواطنة الرقمية للمعلومات"، الذي يشيرإلي التوجيه، والحماية :
التوجيه نحو الاستخدام الاخلاق القانوني للمعلومات التي أتاحتها لنا
التكنولوجيا الحديثة والعالم الافتراضي الالكتروني ،
والحماية من أخطارها
وسلبياتها وما أتت به لتغزو عالمنا العربي وتحتله بأفكارها وهو ما يمكن أن نطلق
عليه العولمة
مفهوم المواطنة
الرقمية
استخدم مفهوم المواطنة في
بادئ الأمر ليشير الي غرس المشاعر التي ترتبط بحب الوطن والانتماء ، ثم تطور الأمر
كثيراً في ظل تكنولوجيا المعلومات والعالم الافتراضي الالكتروني الذي نعيش فيه
ولقد تعددت تلك التعريفات كثيرا وكان من بينها :
" تفاعُل الفرد مع
غيره باستخدام الأدوات والمصادر الرقمية مثل الحاسوب بصوره المختلفة، وشبكة
المعلومات كوسيط اتصال مع الآخرين باستخدام العديد من الوسائل مثل " البريد
الالكتروني والمدونات والمواقع ومختلف أشكال شبكات التواصل الاجتماعي "
وكذلك يمكن تعريف المواطنة
الرقمية بأنها :"مجموعة القواعد والضوابط والمعايير والأعراف والأفكار والمبادئ
المتبعة في الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، والمتمثلة في مجموعه من الحقوق والتي ينبغي
أن يتمتع بها المواطنون صغارا وكبارا أثناء استخدامهم تكنولوجيا المعلومات ،
فضلاًعن الواجبات أو الالتزامات التي ينبغي ان يؤديها ويلتزم بها أثناء ذلك بما
يمكِّنه من استخدام تلك التكنولوجيا بشكل فعال وبطريقه آمنة " ، فهي توجيه نحو
منافع التقنيات الحديثة، وفي نفس الوقت حماية من أخطارها كما سلف الذِّكر.
إن مفهوم المواطنة الرقمية له علاقة قوية بمنظومة
التعليم، لأنها الكفيلة بمساعدة المعلمين والتربويين عموما ،وكذلك أولياء الأمور لفهم
ما يجب على الطلاب معرفته من أجل استخدام التكنولوجيا بشكل مناسب.
والمواطنة الرقمية هي أكثر من مجرد أداة تعليمية، بل هي
وسيلة لإعداد الطلاب للانخراط الكامل في المجتمع والمشاركة الفاعلة في خدمة مصالح الوطن
عموماً وفي المجال الرقمي خصوصاً.
كما يمكن أن تتشكل المواطنة في شكلها الرقمي أيضاً من مجموعة قواعد
السلوك المعتمَدة في استخدامات التكنولوجيا المتعددة، كالتبادل الإلكتروني للمعلومات،
والمشاركة الإلكترونية للأفكار التي ترتقي بنظم المجتمع وأفراده، كما يمكن أن تشمل
كل التعاملات بين المواطنين عبر شبكة الإنترنت كالدعوة إلى المشاركة السياسية ،أو الحث
على التكافل المجتمعي أو غيرها؛ لذا فهي ترتبط أيضا بمصطلح الديمقراطية الرقمية وهي:
توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرقمية في توليد وجمع وتصنيف وتحليل وتداول
كل المعلومات والبيانات والمعارف المتعلِّقة بممارسة قيم الديمقراطية وآلياتها المختلفة،
بغض النظر عن الديمقراطية وقالبها الفكري ومدى انتشارها وملائمة مقصدها وفاعليتها في
تحقيق أهدافها .
أركان ( أعمدة
)المواطنة الرقمية
إن المواطنة الرقمية في
حقيقتها هي سلوك تطوعي يقوم به الفرد بمحض إرادته لصالح نفسه بغرض الترفيه والتسلية ، أو لصالح وطنه أو عمله
أو دراسته ،أو غير ذلك )
وفي كل هذه الأحوال فعلي هذا الشخص أو هذا
المواطن" المواطن الرقمي "ان يلتزم بمجموعة من المبادئ التي تعينه علي
الاستخدام السليم الفعال الآمن لهذه المعلومات أو لتلك التكنولوجيا ، فالمواطنة
مبنية أساساً علي قيم ومبادئ الإنسان السوي تجاه وطنه ونفسه ومجتمعه علي السواء ،
فلم تعد المواطنة مجرد مفهوم بل أصبحت سلوكاً قويماً يتمتع به المواطن ويستخدمه
ويمارسه في حياته العامة واليومية.
ولقد حدد بايلي ريبل (Bailey Ribble )الأعمدة التسعة الأساسية للمواطنة الرقمية
(Nine Pillars) فلا يمكن أن يصبح
المواطن رقمياً ، ولا نستطيع فهم ما تشير إليه المواطنة الرقمية من توجيهات
والتزامات قانونية وأخلاقية إلا بعد ان امتلاك تلك الأعمدة الأساسية، وهي :
1-
الوصول الرقمي: المشاركة
الإلكترونية الكاملة في المجتمع
2-
التجارة الرقمية:
بيع وشراء البضائع إلكترونيا
3-
الاتصالات الرقمية:
التبادل الإلكتروني للمعلومات
4-
محو الأمية الرقمية:
عملية تعلُّم و تعليم مبادىءالتكنولوجيا واستخدام أدواتها
5-
اللياقة الرقمية:
المعايير الرقمية للسلوك والإجراءات
6-
القوانين الرقمية:
المسئولية الرقمية على الأعمال والأفعال
7-
الحقوق والمسئوليات الرقمية: الحريات التي يتمتع بها الجميع في العالم الرقمي
8-
الصحة والسلامة الرقمية: الصحة النفسية والبدنية في عالم التكنولوجيا الرقمية
9-
الأمن الرقمي (الحماية
الذاتية): إجراءات ضمان الوقاية والحماية الإلكترونية.
هذه الأعمدة تبدأ بمبدأ هام جداً وهو مبدأ المساواة
وتكافؤ الفرص لدي الجميع في امتلاك تكنولوجيا المعلومات ، فيجب ان نوفر لكل فرد من
افراد المجتمع في الفصل أو المدرسة أو الجامعة جهاز حاسوب خاص به لكي يتعلم من
خلاله كيف يستخدم تكنولوجيا المعلومات الحديثة ويستفيد منها؛ هذا ولابد من توفير
منهج ومقرر خاص بتنمية مهارات التكنولوجيا الرقمية والمعلوماتية يهتم بتعليم مهارات
الاستخدام الاخلاقي القانوني والصحي لتلك التكنولوجيا لكي يتحقق العمود التاسع
الذي يهتم بالصحة والسلامة الرقمية والأمن الرقمي .
قائمة المصادر
1- Edmonton catholic
school(2012) .Digital
Citizenship Administrative Policy. Available at, https://www.ecsd.net/ParentsStudents/ParentResources/Documents/137
Digital Citizenship Policy.pdf
2-Mike Ribble(2011)
.Digital Citizenship in School, second edition ,ISTE. Available at https://www.iste.org/docs/excerpts/DIGCI2-excerpt.pdf
3-جمال علي الدهشان (2016). المواطنة
الرقمية مدخلا للتربية العربية في العصر الرقمي : نقد وتنوير ع5 س2.
4-جيدور حاج بشير (2016). أثر الثورة
الرقمية والاستخدام المكثف لشبكات التواصل الاجتماعي في رسم الصورة الجديدة لمفهوم
المواطنة من المواطن العادي الي المواطن الرقمي ، دفاتر السياسة والقانون ،ع15.