ملخص بحث" المكتبات الخضراء ودورها فى مواجهة تحديات الاستدامة البيئية: دراسة تحليلية مقارنة ":

إعداد / د. مها محمد لؤى حاتم

المدرس بقسم المكتبات والمعلومات – كلية الآداب – جامعة الإسكندرية

يعد هذا البحث أحد الأبحاث التي أُلقيت في مؤتمر " الابتكار واتجاهات التجديد فى المكتبات " الذي انعقد في (10-12 محرم 1441هـ / 9-10 سبتمبر 2019م) ، بالمدينة المنورة ؛وتحت رعاية سمو الأمير / فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير المدينة المنورة  ورئيس مجلس أمناء المجمع ، و برئاسة سعادة الأستاذ الدكتور/ حسن عواد السريحي أستاذ علم المكتبات والمعلومات بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، والأمين العام المكلَّف لمجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية.

هذا  البحث - الذي يعد البحث العربي الأول عن المكتبات الخضراء- شاركت به إحدى أعضاء هيئة التدريس بقسم المكتبات والمعلومات بجامعة الإسكندرية ؛ وفيما يلي ملخص له:

تمهيد

تلعب المكتبات دوراً محورياً ليس فى نشر ثقافة الاستدامة البيئية فحسب، بل فى تمثيل هذه الثقافة وعرض نماذج فعلية مطبقة، حيث يقصد المستفيد المكتبة ليس فقط للحصول على الخدمات العامة، بل للتواصل مع هوية واضحة للبيئة المستدامة. وتمثل الاستدامة البيئية جزءاً لا يتجزأ من سياسات التسويق للمكتبات بوصفها كيانا اجتماعيا محوريا. فأقل الخطوات المفعلة للاستدامة قد يكون لها تأثيراً كبيراً فى الصورة العامة للمكتبات، و بتمويل بسيط تحصل المكتبة على مردود هام كناتج لعملية التسويق، فتحقيق الوعى البيئى لا يتطلب بالضرورة مجهوداً كبيراً أو أموالاً طائلة، بقدر ما يتطلب أنشطة فعالة فى تطوير العلاقات المشتركة مع المؤسسات الأخرى، ومجموعات أصدقاء المكتبة، والمشروعات المدرسية، والموردين، وأخيراً وليس آخراً المستفيدين من المكتبة.

  مشكلة الدراسة:

 تكمن مشكلة الدراسة فى انتشار ظاهرة المكتبات الخضراء على مستوى العديد من الدول المتطورة بالعالم الغربى، دون التطرق لها في دراسة أكاديمية عربية، وتفعيل مقوماتها على مستوى العالم العربى، مما يستدعى استقراء مقومات الاستدامة البيئية، ومتطلبات تطبيقها على مختلف فئات المكتبات، ومدى قدرة المكتبات على تلبية تلك المتطلبات، ومواجهة تلك التحديات الحديثة بدايةً بالمبنى ونهايةً بالخدمات والتسويق. فتحقيق الاستدامة البيئية لا يقتصر فقط على مبنى المكتبة، بل يمتد أيضاً إلى الإدارة والتجهيزات والمقتنيات والعمليات الفنية والخدمات المقدمة والتسويق لها.

 أهمية الدراسة:

تستمد الدراسة أهميتها من أهمية القواعد والمعايير والمواصفات الواجب توافرها لتحقيق مقومات الاستدامة البيئية فى المكتبات بوصفها واجهة الحضارة، وحافظة التراث، ونموذجا للتطور المجتمعي، ويمكن للمكتبات التحقق باستمرار من قواعد الاستدامة البيئية وتوفير مقوماتها بكافة أقسامها من: هيكل ومبنى وواجهات وأجواء،وبيئة الداخلية من تهوية وتبريد وتدفئة وإضاءة وغيرها من التجهيزات الداخلية، إلى جانب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الخضراء، وغيرها  من الخصائص التى تشير إلى التسويق الأخضر فى النهاية لتمثل واجهة حقيقية للابتكار الحضارى. هذا إلى جانب البحث الدؤوب عن المساحات المشتركة للأنشطة والمشروعات مع الكيانات الأخرى ذات الصلة، وبذلك لا يتطلب الأمر تمويلاً إضافياً بل يعتمد على حسن استثمار الموارد المتاحة.

  أهداف الدراسة:

هدفت الدراسة إلى التعرف على ماهية المكتبات الخضراء، وأسباب ومبررات التحول لها، وآليات ذلك التحول، هذا إلى جانب حصر المعايير والمواصفات القياسية للمكتبات الخضراء، بالإضافة إلى عقد مقارنة بين النماذج المختلفة للمكتبات الخضراء على مستوى العالم.

                      

أبرز النتائج والتوصيات:

  من أبرز نتائج الدراسة:

 عرض مؤسسات المكتبات بوصفها صوت حى للبيئة،ودورها فى تمثيل نموذجا للتنمية الخضراء والمستدامة، فهى تقدم المؤلفة الواحدة لأعداد متضاعفة من المستفيدين، كما تحفظها عبر الزمن وكلاهما نماذج فعالة للممارسات المستدامة. وتركز العادات المكتبية على إعادة استخدام وتدوير المواد لتلبية متطلبات البيئة الخضراء؛ويعد من أهم التحديات الحديثة للمكتبات الوعى التام بطرق توفير الطاقة، وسياسات وسلوكيات اعادة تدوير مصادر المعلومات. ويعد نشر الوعى بتلك المتطلبات الحديثة وتحقيق التوازن بينها وبين معايير ونشر قواعد وأسس الحفاظ على البيئة الخضراء،وتحقيق التنمية المستدامة الخضراء،من أهم المتطلبات المهارية لأخصائى المكتبات المعاصر، قتحقيق الوعى المعلوماتى يضم ايضاً الوعي البيئي.

من أبرز توصيات الدراسة:

     أوصت الدراسة بأهمية تمتع المكتبات المعاصرة بالمرونة لمتطلبات مجتمع المعرفة المعاصر والبيئة الإلكترونية، وربطها بالاحتياجات الفعلية لمجتمع المستفيدين منها وتحديات القرن الواحد والعشرين، بالإضافة إلى ضرورة الاستغلال الأمثل لكافة الموارد الطبيعية، دون الإخلال بتوازن البيئة المحيطة؛ ويتطلب ذلك تحقيق الوعى المستدام بتلك المتطلبات، والتقييم المستدام والمستمر لمستجدات تكنولوجيا المعلومات والبيئة الإلكترونية الحديثة، والتفكير الإبداعى الخلاق.

     كما أوصت الدراسة بضرورة اتجاه المكتبات العربية إلى محاكاة تلك النماذج الفعالة وتطبيق معايير ومواصفات المكتبات الخضراء والمشار اليها فى الدراسة.

 ويتطلب ذلك تحقيق الوعى المستدام بتلك المتطلبات،والتقييم المستدام والمستمر لمستجدات تكنولوجيا المعلومات والبيئة الإلكترونية الحديثة،والتفكير الإبداعي الخلاق.

 وأخيراً أوصت الدراسة بضرورة اتجاه المكتبات العربية إلى محاكاة تلك النماذج الفعالة وتطبيق معايير ومواصفات المكتبات الخضراء والمشار اليها فى الدراسة.