كتبته
روان
محمد عبد الحميد ابراهيم
الطالبة
بالفرقة الرابعة بقسم المكتبات والمعلومات
جامعة
الإسكندرية
عنوان الندوة: المكتبات وأخصائيي
المكتبات فى السنوات القادمة وعلاقة ذلك
بالمستفيدين،
والمكان، والتكنولوجيا، والعمل الجماعي
تاريخ انعقادها : الاثنين 20 مايو
التوقيت : الساعة الثالثة مساء
المكان: مكتبة الاسكندرية
انعقدت
هذه الندوة يوم الاثنين
20 مايو
بمركز المؤتمرات، قاعة الوسائط المتعددة
بمكتبة الإسكندرية ؛ وقد نظمها مركز البحوث والمعلومات
بالقنصلية الأمريكية بالإسكندرية .
تكوَّن الحضورمن:الأستاذة/ لمياء عبد الفتاح، رئيس قطاع
المكتبات بمكتبة الإسكندرية ،
وكذلك الأستاذة /نادية ناصف مديرمركزالبحوث والمعلومات
بالقنصلية الأمريكية ، والأستاذة /رحاب عبد الحميد/ نائب
مديرمركزالبحوث والمعلومات بالقنصلية الأمريكية ،والأستاذة / نعيمة جرين الملحق الثقافي والإعلامي بمركز
البحوث والمعلومات بالقنصلية الأمريكية ؛ وكذلك لفيف من أساتذة وطلاب وباحثي
وخريجي قسم المكتبات والمعلومات بالإسكندرية ، بالإضافة إلى بعض أمناء ومديري المكتبات الجامعية
،و مساعد
مدير مكتبة "ألِف"
لبيع الكتب ، ومديرين وأخصائيي مكتبات بمكتبة الإسكندرية وكذلك احد المتخصصين في
الأدب الإنجليزي.
بدأت المحاضرة بالتعريف بالسيد/ جوردان سكيبانسكى Jordan
Scepanski
الذى
يعمل بشكل وثيق مع مكتبات عديدة بالولايات المتحدة الامريكية والشرق الأوسط؛ وهوعميد
فخري، لجامعة ولاية كاليفورنيا، لونغ بيتش، فهو خريج من كلية مانهاتن في مدينة
نيويورك، ويحمل درجة الماجستير في علم المكتبات من جامعة إيموري وماجستير إدارة
الأعمال من جامعة تنسي في ناشفيل.
وقد كان عميدا ًفي الفترة من 2002 إلى2005 "لمكتبة مصادر
التعلم" في جامعة زايد في الإمارات العربية المتحدة، و كان يعمل في المكتبات
ومنظمات المكتبات، والمؤسسات الأكاديمية في الولايات الأمريكية فى كاليفورنيا.
وقد قام
بالتدريس في جامعة ولاية كاليفورنيا، لونغ بيتش وجامعة كارولاينا الشمالية في
تشابل هيل؛ كما كان أحد كبار المحاضرين لبرنامج
فولبرايت في جامعة هاستيب في أنقرة، تركيا.
بدأ السيد
جوردان حديثه على انه من الصعب التنبؤ بما سيحدث فى المستقبل فى مجال المكتبات و
المعلومات ، نظرا لأنه مجال حيوى جدا و كل يوم يأتى بجديد ، و نظرا لأن مجالنا
" مجال المكتبات" مفتوح على جميع المجالات الأخرى و يخدمهم بشكل اساسى .
و مع تطور التكنولوجيا فى جميع المجالات الاخرى
المرتبطة بمجال المكتبات لا نستطيع قياس
العوامل الواقعة خارج مجال دراستنا و لا نستطيع التحكم بها.
و فضل
السيد جوردان استخدام التعبير:"تشكيل المستقبل و التأثير عليه و
تحديده بدلاً من التنبؤ به قائلاً :
ولقد ركز
السيد جوردان على اربعة "
محاور" مهمة فى موضوع علم المكتبات في الوقت الحالي وفي المستقبل وهي:
الناس ،و المكان ،و التكنولوجيا ، والعمل الجماعى.
المحور الأول:
الناس .
سواء كانوا مستفيدين او أخصائيي مكتبات ، و هو أهم
محور من محاور المكتبات و الخدمات المعلوماتية عند اى مناقشة حول المهنة فى
المستقبل، حيث أن اخصائى المكتبة أهم
وأقيم من المكتبة ذاتها؛ كما أن إرضاء المستفيد هو الهدف النهائي من كل ما تفعله
المكتبة !
و لكن على مدى تاريخ المكتبات لم تفكر المكتبات
بالأشخاص لمدة عقود وسنين و لم تركز اهتمامها على الذين تخدمهم و كيف تحسن الخدمة
لهم ، وبدلا من ذلك ركز اخصائى المكتبات على جمع
الموارد التى يعرضونها فى مكتباتهم كما ركزوا على كيفية ترتيب هذه المواد و
صيانتها و الحفاظ على هذه المقتنيات... و ركزوا اهتمامهم ايضا على تجميع وصرف
ميزانيات للحصول على أحدث الدوريات و الفيديوهات والوثائق و المواد السمعية و
البصرية والموسوعات وكان هدفهم ان يقوموا
بتجميع كل هذه المقتنيات من اجل الملكية فقط و نسوا أهداف استخدام كل هذه المقتنيات .
والسؤال الذى طرحه السيد جوردان هو كيف
لأمناء المكتبة أن يقابلوا احتياجات المستفيدين؟
فكانت اجابته ان التركيز فى المستقبل سيكون على كيف
يمكننا اتاحة الخدمات المعلوماتية بشكل فعال و هذا يوجِب علينا معرفة كيفية تقديم
هذه المعلومات للمستفيد من خلال إتاحة الوصول للمعلومة بطريقة سهلة ، و تقديم
التكنولوجيا التى تساعدهم للحصول عليها بطريقة سهلة وشيقة فيكون تركيزنا عل
( كيف نقدم المعلومات للأشخاص بطريقة غير تقليدية).
- إن الكثير من الطلاب او الجمهور او المستفيدين لا
يفضلون الذهاب للمكتبة لعدة أسباب ولكن فى هذه الحالة مهما كانت الأسباب يجب ان
يترك إخصائى المكتبات مكانه داخل
المكتبة و يذهب هو للمستفيد و يعرفه دور
المكتبة و يستخدم شتى الأساليب لجذب المستفيد للمكتبة.
المحور
الثانى : المكان .
إن أغلبية
العاملين فى المكتبة و أغلبية الجمهور
يعتقدون أن المكتبة مجرد مكان لتخزين الكتب و حفظ المواد فيها من التلف و لكن اكد
السيد جوردان على ان المكتبة وعلى وجه الخصوص المكتبة العامة هي مكان للالتقاء الاجتماعى و الفكرى و تبادل
الخبرات.
ويجب أن تعيد المكتبة و إخصائيها التفكير فى نفسها
كمكان لإتاحة خدمات الانترنت للمستفيدين وعمل الانشطة التى تجذبهم، خاصة المكتبات
الاكاديمية فالكثير لا يدخلون لهذه المكتبات .
وهناك
موقعين لمكتبتين أشاد بهما السيد جوردان أحدهما
لمكتبة عامة :
chapelhillpubliclibrary.org
والآخر لمكتبة
أكاديمية فى نورث كارولينا وهى صرح علمى كبير :
المحور
الثالث: التكنولوجيا.
ذكر السيد
جوردان أن المستقبل سيكون مليئاً بالتكنولوجيا و هذا بديهى ، فللتكنولوجيا دور
عميق فى المكتبة كما يجب التنويه عن أن المكتبات هى أول من استخدم التكنولوجيا ،فدائما
ما احتضنت المكتبات التكنولوجيا و استفادت منها و دائما ما يتبنى أمناء المكتبات
الاحدث فى استخدام التكنولوجيا و دائما ما يجدوا طريقة للاستفادة من هذه
التكنولوجيا لتنمية مقتنياتهم و الأهم هو تنمية
خدمتهم للمستفيدين.
كما أشاد السيد جوردان بمكتبة الاسكندرية و انها
من أكبر الصروح العظيمة التى رآها فى حياته على المستوى التكنولوجى و المعمارى
وقال أن " و لاية نورث كارولينا ارادت أن تكون مكتبة نورث كارولينا مثل مكتبة
الاسكندرية فى تصميمها ، فجاءت بنفس المصممين المعماريين الذين صمموا مكتبة
الاسكندرية لعمل مكتبة نورث كارولينا مثلها.
وذكر السيد
جوردان ملاحظة أن : التكنولوجيا ستؤثر بشكل كبير على وجود المقتنيات التاريخية و
التى كان من الصعب الوصول إليها و ذلك بتحويلها رقمياً و إتاحتها عبر الإنترنت ، و
لذلك يجب على امناء المكتبة ان يتعرفوا على ما هو موجود فى مكتباتهم وان يحولوه
لمواد رقمية ليشاركوه مع غيرهم على مستوى
العالم.
فالتكنولوجيا
تساعد على " التفكير بشكل عالمى أكثر
منه بشكل محلى"
Technology
helps us to “think globally not just locally”
المحور
الرابع : العمل الجماعى.
قال السيد
جوردان: للأسف ،فإن معظم الناس يفضلون العمل الفردى على العمل الجماعى و لكن هذا
المبدأ بعد التخرج -خاصة فى مجال المكتبات- لا يستمر ولا يكون ذو جدوى.
فلا يوجد شئ فى المستقبل أهم من أهمية ان نعمل سويا ليس فقط فى الاطار
المؤسسى و لكن فى الأماكن الأخرى و انه يجب على المكتبات ان تعمل من أجل هدف
مشترك.
فى نهاية
الندوة قامت الأستاذة/ لمياء عبد الفتاح بتلخيص محاور الندوة ، ثم التعليق عليها من وجهة
نظرها، ثم فتحت باب المناقشة ، فكان هناك الكثير من الأسئلة والتعليقات، منها ما
يلي:
فيما يتعلق
بمقولة السيد جوردان : " انه لا
يعرف ما إذا كان سيكون هناك مستقبل للمكتبات ام لا" ، أضافت مساعد مدير مكتبة " ألف" – انه مازال
للكتب سحر خاص و ان خلال السنتين الماضيتين ارتفع معدل شراء الكتب و بدأ الناس فى
الاتجاه للقراءة و شراء الكتب و هذا بالطبع فى ظل كل هذه التكنولوجيا مؤشر مطمئن و
إيجابى.
وقد عقَّب السيد جوردان على ذلك قائلا ً : "إن
مبيعات الكتب فى امريكا بدأت تزيد أيضا ولكن مع دخول التكنولوجيا و تعمقها فى
الحياة حدثت مشكلة وهى واضحة تماما فى أمريكا و هى أن المكتبات الصغيرة التى تبيع
الكتب بدات تختفى وحل محلها موقع أمازون وغيره
من مواقع ؛ كما بدأت المكتبات الكبيرة تحتل
المشهد و تستحوذ على الاصدارات .
كما طرحت
الدكتورة أمانى الرمادى الأستاذ المساعد بقسم المكتبات جامعة الاسكندرية عدة
أفكار لتشجيع المستفيدين على ارتياد المكتبات في
عصرالتكنولوجيا الطاغية ، منها :
1-أن
تتطور المكتبة مع تطور احتياجات ورغبات المستفيدين أولاً بأول قدر إمكانها.
2-ان
تستخدم المكتبة إمكانات تكنولوجيا النانو التي تعد من عوامل الجذب للمستفيدين
وخاصةً الشباب والأطفال منهم ، فضلاً عن انها توفر وقت وجهد العاملين ، مما يوفر
وقت أكثر لخدمة المستفيدين .
3-تقديم المكتبة
لخدمة العلاج بالقراءة Bibliotherapy التي تساعد
على حل شتى مشكلات المستفيدين من خلال مصادر المعلومات المختلفة ،و كيف ان للقراءة
دور فى شفاء العقل و الجسد من الأمراض.
وقد علق
السيد جوردان على ذلك قائلا ً:
إن فى بعض المستشفيات فى العالم يكون هناك أمين
مكتبة مع المريض بجانب الطبيب و الممرضات و الصيدلى، لكي يقدم للمريض أحدث ما تم الوصول إليه من المعرفة
حول مرضه !
ولذلك يمكننا القول بأن أمناء المكتبة يستطيعون
القيام بأدوارهم فى مؤسسات مختلفة؛ سواء كانت جامعية او مستشفيات أو هيئات... الخ
وفيما يتعلق باختفاء المكتبات في المستقبل : قالت
الدكتورة أماني الرمادي:
في رأيي
الشخصي أن المكتبة سوف تتطور مع تطور وسائل التكنولوجيا وتحتويها جميعاً ، تماماً
مثل الأم التي تحتضن أولادها مهما تقدم
بهم العمروتغيرت وتطورت أحوالهم ،
فضلاً عن
أن الخدمة المكتبية ستظل مطلوبة للأطفال في سن ما قبل المدرسة، وللأميين ، وكل من
لا يجيدون استخدام الحاسوب والإنترنت ء من كبار السن أو غيرهم.
كما أن
هناك مكتبات لا تغني عنها الإنترنت ، منها على سبيل المثال: مكتبات السجون !
كما ذكرت سيادتها تجربة ناجحة من تجارب قسم المكتبات بالإسكندرية
في جذب المستفيدين للمكتبة، ألا وهي تجربة إنشاء "مكتبة الإبداع في التعليم
والتعلم " داخل مكتبة القسم ، حيث تميزت بمجموعاتها التي
تهم الطلاب والأساتذة على حد سواء من خلال مجموعاتها التي تغطي موضوعات : التنمية الذاتية، وفن البحث عن وظائف بعد التخرج ،و أهمية العلم والقراءة ،والإبداع في التعليم والتعلم ؛ وللمزيد حول هذه المكتبة يرجى
زيارة الرابط التالي:
وبعد ذلك طرحت السيدة منار بدر- مساعد مدير مكتبة
الاسكندرية – سؤالاً حول طرق تنظيم المكتبات الأكاديمية فى أمريكا ، فكانت
اجابة السيد جوردان أن فى أمريكا
تحرص المكتبات الأكاديمية على انشاء قاعات قراءة كبيرة و واسعة ، ذات ألوان مبهجة
ومريحة للعين، مع تأثيثها بأثاث مريح ،وأن
غالبية المكتبات فى امريكا تقوم بتخزين مقتنياتها بشكل إلكترونى فيسهل على الطالب
بضغطه زر واحدة الحصول على ما يريده. كما يتم
أيضاً توفير اجهزة الكمبيوتر وال I- Pad و الإنترنت داخل المكتبة.
و الأهم من ذلك هناك كافيتيريا داخل كل مكتبة اكاديمية فى الولايات المتحدة حرصاً
على راحة المستفيدين، فلا توجد مشكلة من أن يقرأ الطالب أو يدرس ما يريده اثناء تناوله مشروبه المفضل.
هناك أيضاً
مكتبات تعمل على مدار الساعة لخدمة الطلاب فى اى وقت يريدون فيه التردد على
المكتبة حتى لو في الساعة الثالثة فجراً.
أضاف السيد جوردان أن هناك طرق جديدة للحصول على المعلومات أثرت على
استخدام المكتبات حيث أصبح المستفيد يفضل الحصول على المعلومة عن طريق
الانترنت " من خلال جوجل او ياهوو" بدلا من الذهاب للمكتبة و سؤال
الاخصائى ولكل، بالطبع كما نعرف أن ليس كل ما ينشر على الانترنت صحيح و ان هناك
الكثير من المواقع غير المحمية و التى تقدم معلومات غير موثوق منها و تكون خاطئة.
و أخيراً قال السيد جوردان: إن مستقبل المكتبات يحمل
الكثير من الأشياء الرائعة فى المستقبل و اتمنى لو كنت ابدأ مستقبلى المهنى الآن ،
لإنى أعتقد انه وقت رائع لكي أصبح مكتبياً.