الترجمة
العربية المنقحة للمقالة المنشورة في مجلة علم المعلومات:
Guest Editorial
Journal of Information Science
Vol.
No. 14, No. 3.1988. PP 129 - 130 (England)
TO-DAY'S
OUTCRY: IS IT TIME FOR PROFESSIONALS TO BE PROUD OF THEIR PROFESSION
The
Pride of Information Scientist
Dr. Shawky Salem
FID Council Member
IFLA
GOVERNING BOARD Member
فخرعالم المعلومات
أيُّها المِهَنِيّ ... آنَ لكَ أن تفخر بمهنتك
الدكتور/ شوقي
سالم
عضو مجلس فيد FID
عضو مجلس
ادارة إفلا
=======
، قبل خمسةٍ وعشرين قرناً عندما قال سقراط كلماته الشهيرة: "الخير الوحيد هو المعرفة والشر الوحيد هو الجهل" ، كان يعني بالطبع " المكتبات و الكتب التي هي حاملة المعرفة ووسائط تسجيل الحضارات ،
حيث أن كل حضارة عظيمة قد تطورت ونمت علي أساس المعرفة.
وعلي
الرغم من أن إطار مهنة المكتبات والمعلومات لا يزال موضوعاً لم يُحدد بدقة بعد، نظراً للتطور المذهل الذي يناله كل يوم من
اختراعات جديدة مبهرة وعظيمة، فإننا نعلم أنه منذ بدء تسجيل مقومات الحضارة،
ارتبطت المكتبات في كل خطوة من خطواتها بعملية التسجيل والاتصال، وأن أعظم اختراع تم
في تاريخ البشرية حتي الآن، كان هو " الانتقال من الإشارة الي الكلام" ومن
"الكلام إلي الكتابة" و "القراءة" التي نسميها في كلمة واحدة :
" اللغة".
وكان
الحافظ أو الناسخ (والذي يُسمي الآن "المكتبي") علي مر تاريخ البشرية، قد
قام بالحفاظ علي وسائل الإعلام المكتوبة البدائية، وكثير منها وصل إلينا سليما، حتي تم اعتماد الورق
عالمياً بعد اختراع الصحافة المطبوعة في القرن الخامس عشر ؛ والذي أدى إلي ولادة
"المجلة" خلال النصف الثاني من القرن السابع عشر، ومجلة الملخصات في
أوائل القرن التاسع عشر.
وعندما
تم استيعاب دورة تطوير المعرفة البشرية في وقت لاحق مع ظهور أجهزة الكمبيوتر
الإلكترونية كان هناك متخصصون في مجال
المعلومات للمشاركة في تطوير واستخدام الأدوات الجديدة في المجتمع الجديد الذي سمي
باسم "مجتمع المعلومات".
إن تنظيم المعرفة الإنسانية ممارسة قديمة بدأت
مع بداية الحضارة؛ ومع ذلك، لم يشارك أي محترف آخر في هذه العملية الديناميكية
أكثر من "حافظ المعرفة" أو "جامع الوثائق" أو "منظم
الكتب والأدب"؛ هذه الوظائف التي تعني كلها "المكتبي"والتي ظهرت
لأول مرة في عصر الكتابة علي الحجر والبردي وسعف النخيل، وحتى الوقت الحاضر من
الكتابة على الوسائط المغناطيسية ووسائط التسجيل بالليزر.
وقد حقق حافظ المعرفة تنظيم ونقل المعرفة
البشرية من جيل إلي آخر على مر العصور، باستخدام الوسائط المتاحة من الوسائط
البدائية التي كانت موجودة في عصر قرع الطبول وإرسال الإشارات من فوق الجبال ،إلي تلك
التي كانت تنقل عبر أنظمة الأقمار الصناعية المتطورة؛ ومن مجرد جمع وتنظيم وسائط
التسجيل الثقيلة والكبيرة مثل الألواح الحجرية ، إلى ورق البردي وأوراق الجلد
الأكثر مرونة وأخف وزناً ، ثم إلى "الورق" المرن التي تم إنشاؤها بواسطة
أنظمة الطباعة المختلفة.
ومنذ إدخال أجهزة الكمبيوتر،عمل اختصاصيو
المعلومات جنبًا إلى جنب مع علماء الكمبيوتر للاستفادة من الأدوات والأساليب
التكنولوجية الجديدة لتنظيم وتخزين واسترجاع المعرفة البشرية.
وكان هدف المكتبي الأول هو الاستفادة من
التكنولوجيا المتعلقة بتنظيم الوثائق والمطبوعات بأشكالها المختلفة.
ومنذ أوائل عام 1950 تم تقديم التنسيق
الببليوغرافي ، مثل تنسيق MARC (الكتالوج المقروء
آليًا) لتسهيل التطوير السريع للأنظمة الببليوغرافية المختلفة وشبكات البيانات.
لقد تغيرت طبيعة المستندات ، وكذلك طرق إنشائها
وتوزيعها وحفظها؛ حيث تذهب المستندات الآن إلى ما هو أبعد من الكلمة المكتوبة ،
ليتم رقمنتها، وتتضمن الصوت والحركات التفاعلية والتسجيلات ومقاطع الفيديو
والأفلام... لقد دخلنا الآن عصر مكتبة الوسائط المتعددة.
وخلال مسيرتي الأكاديمية والمهنية كعالم معلومات
، كنت أطرح هذه الأسئلة الفلسفية والرصينة :
ما هي مهنتي؟ ما دورها في المجتمع؟ وما تأثيرها
على الحضارة والمعرفة الإنسانية؟ لقد أدركتُ أن أخصائي المكتبات والمعلومات- في إطار
دوره كمسؤول عن المعلومات ومنظم لها و استرجاعها- يشكل ركناً حيوياً لمعدات
الحضارة الإنسانية، وفاعلاً أساسياً في حفظ الحضارة الإنسانية و تنميتها.
إن
مهنة المعلومات هي أم المهن ومهنة تخدم جميع المهن... وأي مهني أو متخصص في مجال
المعلومات يجب أن يشعر بالفخر لكونه منظِّم سجلات الحضارة المتزايدة باستمرار
وناقلاَ للمعلومات والمعرفة عبر الأجيال؛ وإذا أتيحت لي الفرصة مرة أخرى لأصبح
شابا مبتدئا يسعى إلى مهنة مدى الحياة، فأنا أعلم أنني سأختار هذا الشخص ذاته لكي
أدرك أن "المعلومات قوة" عظيمة لا يستهان بها.
إن أحد أفضل الاستثمارات الممكنة لأي بلد هو
تطوير هيكل معلوماتي سليم من أجل تحقيق جبهة جديدة من التقدم العلمي والتقدم
التكنولوجي؛ولكن السؤال الجيد هو: "لماذا لا يُقدَّم المزيد من الدعم لمهنة المكتبات
والمعلومات من أجل تعزيز إبداعها و تعزيز تطورها؟!"
من
الناحية المثالية ، فإن مهنة المعلومات هي "خلاصة" مفكر وعالم متعلم يجب
أن يعمل بشكل جيد مع مجتمع كبير من المستخدمين والمستفيدين ، وتزويدهم بأحدث
المعلومات وأكثرها صلة؛ يجب أن يكون لديه / لديها رؤية واسعة للمعرفة البشرية ،
وإدراك واسع لجميع التخصصات المختلفة من حيث تقسيمها المنطقي والمنهجي؛ من الناحية
المثالية أيضا، يجب أن يكون في نفس الوقت نشط كفء في جميع المجالات، بحيث يمكن
تقديم خدمات المعلومات الجيدة بكفاءة وفعالية...وبالتالي، ليس من الصعب تصور الدور
الأساسي لأخصائي المعلومات في منظمة يعمل فيها، لأنه غالبا ما يكون "العقل
المدبر" أو "الذاكرة العبقرية" للمنظمة أو المؤسسة التي يعمل بها.
وغالبا ما تركز الأفكار وثنايا الخواطر على
المكتبات والكتب، مما يدل على ضرورة الحفاظ على المعرفة وجعلها في متناول الجميع،
وبالتالي تشجيع تبادل الأفكار والتقائها والفكر النقدي والإنسانية وكل قوى
الانبثاق والتخليق الفكري بهدف الحفاظ علي تراث الانسانية المتراكم.
لقد كانت رغبتي وأملي في يوم من الأيام، أن أجمع
كل معارف العالم معاً، وأن أحلم في يوم من الأيام بمكتبة تحتوي على كل الأعمال
المكتوبة منذ بداية حياة الإنسان، وأن تكون متاحة في أداة Palm لاستخدامها في جميع أنحاء العالم من قبل المعلمين
ومديري المعرفة؛ وسوف تحتوي هذه المكتبة على جميع الثقافات، وخاصة ثقافات الشعوب
الأولي الذين هم جذورنا في هذه القارات، وكذلك الفكر الأممي الأولي لحماية ثروة
أساطيرهم،و قصصهم، وعاداتهم، ومعارفهم،و ومساكنهم في الأرض.
وإنه من
الضروري أن نساعد في الحصول على هذا التراث الفريد الذي حافظ على جميع أشكال
المعرفة من وسائل الإعلام المكتوبة، والذي يحتوي على عدد كبير جدًا من اللغات ؛
اختفى بعضهم بالفعل ببساطة من خلال صراعات التاريخ....!!! هل هذا الحلم ممكن ؟!!! أعتقد أنه مع الاتجاهات الحديثة لتنمية
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، يمكن أن يحدث هذا في العشرين سنة القادمة.
وأخيرا، فقد أزالت الرقمنة وشبكة الإنترنت
القيود المفروضة على المكان والوصول إليه؛ فالمعرفة تتكون من أدوات قوية للتنمية
وإرساء الديمقراطية، والمكتبات التي يجري نشرها الآن على شبكة الإنترنت، إلى جانب
الشبكات الجديدة المنشأة، تغطي مختلف مجالات المعرفة، كما أن هناك طائفة واسعة من
التخصصات تشكل أداة أساسية للتنمية.
هذا النطاق العالمي، الذي ينتج عنه مجرد الوصول
إلى المعرفة، يحتاج منا إلى حماية الذكريات و نقل المعرفة؛ ومضمون ومعنى الحضارات
العالمية.
إن أخصائي المعلومات وأمين المكتبة والمسؤول عن
الأرشيف والوثائق يستطيع كل منهم أن يناضل لتكون المعرفة هي أفضل دفاع للحفاظ على
التراث العالمي والمحافظة عليه على قيد الحياة وبصحة جيدة.
والآن أقتبس كلمات ميشيل جان ، الحاكم العام
لكندا : " أعتقد بقوة أن المكتبات –
التقليدية و الافتراضية علي حدِّ سواء- لأنني أعتقد أن لكليهما مكانهما – يجب أن
تكونا الآن أكثر من أي وقت مضى جزءاً من التحرك نحو الانفتاح وزيادة الوصول إلي
تنوع الثقافات والمعارف؛ كما يجب أن نسترشد بالمكتبات الكبيرة والصغيرة في سعينا
للحصول على المعنى وفهمنا لمكانتنا في التاريخ والعالم".
وعلي مدار تاريخنا البشري، يهتم أخصائيو
المعلومات بالأدوار السابقة والأكثر تقليدية أو المعاصرة، وقد تعاملوا مع مجموعة
واسعة من الأنشطة المتنوعة المتعلقة بالمعلومات؛ ويمكن توضيح ذلك من خلال خمسة
منظورات مختلفة علي الأقل:
· وسائل الإعلام و
الحاملات: الأنشطة التي تتراوح من قصاصات
الورق البسيطة إلي التعامل مع جميع أنواع المصادر المطبوعة والمخطوطات والموسوعات
والأشرطة المغناطيسية وأقراص الليزر، وما إلى ذلك، في جميع أنواع وسائل الإعلام و
الأشكال.
· العمليات الفنية: إلى جانب الأنشطة المتعلقة بالحصول على
المعلومات وتنظيمها وتخزينها واستخدامها ونشرها، تشمل أنواع العمليات الأخرى صنع
القرار، والنشر ،وتجارة الكتب، والطباعة والترميم، والإصلاح، وما إلى ذلك.
· التنظيم والمؤسسات: الأنشطة المتعلقة بمستودع الكتب، والمكتبة،
ومركز المعلومات، ومركز البيانات، ومركز السجلات، والأرشيف، والمركز الببليوغرافي،
ومركز التوثيق، ومركز تحليل المعلومات، ومركز قواعد البيانات، وشبكة المعلومات،
وبنوك البيانات، والكمبيوتر، والمكتب الإلكتروني، وما إلى ذلك.
· المجالات أو التخصصات: ترتبط الأنشطة بجميع التخصصات تقريبا، بما
في ذلك المعلوماتية والاتصالات وعلوم الكمبيوتر وعلم التحكم الآلي، فضلا عن
المجالات المساعدة الأخرى، مثل القانون وعلم الإجتماع والفلسفة وعلم النفس والعلوم
الاجتماعية، وما إلى ذلك.
· المهن و التخصصات ذات
الصلة: بدءاً من الألقاب المهنية التقليدية، مثل أمين المستندات، وأمين الكتب،
وجامع الكتب، إلى أمين المكتبات، مسئول الأرشيف أو الأرشيفي ومنظم السجلات،
والمستندات.
وتشمل الألقاب المهنية الجديدة أيضاً، أخصائي المعلومات، وعالم المعلومات، ومراقب
المعلومات، ومنسق المعلومات، ومسؤول الاتصال، وموظفي معالجة البيانات، ومحلل ومصمم
النظم، ومسؤول قاعدة البيانات، ومراقب
المكتب الإلكتروني، ومهندس المعرفة، وأخيرا تمنح الآن جامعة (BAU) Bahçeşehir University
شهادة جامعية تسمى "بكالوريوس المكتبات الرقمية".
ومن الواضح - وبصفتهم
أمناء ومنظمين وناشري المعرفة البشرية - يمكن لمتخصصي علوم المكتبات والمعلومات أن
يفخروا جدًا بأنفسهم لدورهم الحاسم في المجتمع... نعم، لقد حان الوقت لأن نفخر
بمهنتنا،وأن نخطو في دورنا الرائد كمنظمين وناشرين للمعرفة البشرية.
========